الدبيبة وباشاغا في أنقرة.. الفاشية التركية تحرك خيوط الأزمة الليبية على حساب دماء الليبيين

تشهد ليبيا من جديد انقساما سياسيا بعد نحو عقد من التناحر، وتمضي البلاد وأهلها إلى مفترق طرق قد يُعيدهم إلى “المربع صفر” الذي لم يبرحوه إلا قليلا؛ نتيجة التدخلات الخارجية في تقرير مستقبلهم, فيما تقف الفاشية التركية على رأس طابور المتدخلين.

تستمر تدخلات الفاشية التركية في عموم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعديد من المناطق الأخرى في العالم؛ تحقيقاً لأطماعها التوسعية وإعادة احتلال هذه المناطق أو السيطرة على قرار شعوبها.

وفي ليبيا على وجه الخصوص, استفاد النظام التركي الفاشي, وفق مراقبين, من انسحاب مختلف الدول المؤثرة في هذا الملف، وما يهمه الآن هو الدفع نحو مصالحة حليفيه عبد الحميد الدبيبة وفتحي باشاغا، لمنع أي قوى أخرى مناوئة له من الوصول إلى حكم البلاد؛ واقتصار المنافسة على أتباعه.

وقد كشفت الزيارتان المتزامنتان اللتان قام بهما كل من الدبيبة وباشاغا إلى أنقرة للقاء مسؤولي النظام التركي, عن عمق تدخل هذه النظام في الأزمة المستفحلة في ليبيا.

مراقبون ليبيون قالوا إن الفاشية التركية تريد أن تستقبل الطرفين وهما في وضع العاجز عن فرض أي خيارات دون اللجوء إليها، وخاصة باشاغا الذي تحالف مع قائد الجيش خليفة حفتر، ولديه اتصالات مع مصر وفرنسا.

قوات روسية تسقط مسيرة شرق ليبيا ما يُنذر بمواجهة مباشرة بين البلدين على الأراضي الليبية

وليس تدخُّل النظام التركي هو الوحيد في ليبيا؛ فقد تحولت البلاد إلى ميدان للصراع بين موسكو وواشنطن؛ حيث أعلنت قوات فاغنر الروسية, مؤخراً, إسقاط طائرة مسيرة تابعة للجيش الأمريكي.

فاغنر بإسقاطها لهذه الطائرة تعلن عن مناطق نفوذ ضد الولايات المتحدة شرق ليبيا, ما يعطي روسيا مساحة للمناورة والضغط على خلفية الأزمة الأوكرانية.

فيما يذهب المحلل الاستراتيجي الليبي عادل عبد الكافي نحو اعتبار إسقاط المسيّرة بمثابة “مواجهة أميركية روسية مباشرة”. أما المحلل السياسي الليبي محمد بويصير، فاعتبرها إشارة بأن هذه المنطقة صارت محرمة على طائرات الاستطلاع هذه.

ويرى متابعون أن إسقاط طائرة بهذه المواصفات في ليبيا، سيدفع واشنطن إما إلى تصعيد المواجهة مع روسيا، وبالتالي الضغط على حلفائها في ليبيا، أو مواصلة سياسة الانكفاء وتقليص نشاطها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهو المتوقع حاليا.

رغم تقلُّص دور الأمم المتحدة في ليبيا.. أنطونيو غوتيريش يسمي مبعوثاً أممياً جديداً إلى البلاد

أما الدور الأممي في ليبيا؛ فتقلَّص كثيراً في الفترة الأخير, وخاصة بعد فشل مهمة المستشارة الأممية ستيفاني وليامز, ما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى تسمية السنغالي عبد الله باثيلي مبعوثاً أممياً جديداً لدى ليبيا، بعد 8 أشهر من فراغ المنصب الرفيع.

وعلى الرغم من مرور ما يقارب العقد على الانتفاضة الشعبية ضد نظام القذافي والتدخل العسكري لحلف الناتو للمساعدة في الإطاحة به، لم تشهد ليبيا أي أستقرار بل تحولت إلى ساحة نزاع إقليمي وحروب تخاض بالنيابة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى