الذكرى السنوية الـ 11 لثورة 19 تموز التي انطلقت من مدينة كوباني

في شمال وشرق سوريا التي تعتبر نموذجاً مصغراً عن الفسيفساء السوري، شاركت شعوبها في ثورة 19 تموز كل بهويته ولونه، وأسسوا معاً نظاماً ديمقراطياً يستند إلى فلسفة الأمة الديمقراطية التي وضعها القائد عبد الله أوجلان كحل لأزمات الشرق الأوسط التي خلفها النظام الرأسمالي والدولة القومية.

يصادف اليوم التاسع عشر من تموز، الذكرى السنوية الحادية عشرة لثورة شمال وشرق سوريا، التي انطلقت شرارتها من مدينة كوباني عام ألفين وأثنا عشر، وحققت انتصارات كبيرة بالقضاء على مرتزقة داعش ومواجهة آلة الإبادة التركية وذهنية حكومة دمشق القمعية، وسارت بالمجتمع نحو تأسيس نظام ديمقراطي استطاع الحفاظ على هذه المنطقة من الدمار والخراب مقارنة مع غيرها من المناطق السورية.

الأسباب التي مهدت الأرضية لثورة 19 تموز

إن ثورات الشعوب التي انطلقت في تونس ومصر وليبيا ضد الظلم والقمع، سرعان ما انتقلت إلى سوريا في الخامس عشر من آذار عام ألفين وأحد عشر. والشعب الكردي كان من أكثر السوريين معاناةً من سياسات حزب البعث منذ عام ألف وتسعمائة وثلاثة وستين، بدءاً من الحزام العربي، مروراً باتفاقية أضنة عام ألف وتسعمائة وثمانية وتسعين، الموقعة بين حزب البعث والفاشية التركية، وصولاً إلى المجزرة التي ارتكبت بحقه في انتفاضة قامشلو عام ألفين وأربعة والقمع الذي تعرض له فيما بعد، وهذا ما دفعه ليكون أول المنضمين إلى الثورة السورية.

كدح القائد أوجلان على مدار 20 عاماً في سوريا يثمر عن ثورة 19 تموز

إن القائد عبد الله أوجلان أمضى نحو عشرين عاماً في سوريا، علّم خلالها الكرد وأصدقائهم من العرب والسريان والأرمن، كيفية بناء الشخصية الثورية، ولذلك كانوا منظمين قادرين على فهم واستيعاب الثورة والألاعيب التي تحيكها القوى الإقليمية والدولية ضدهم، فبدأوا بتنظيم أنفسهم عبر بناء المؤسسات والاعتماد على ذاتهم واتباع سياسة النهج الثالث.

وبهذه الطريقة استطاع الشعب تحرير المناطق الكردية من حزب البعث، وانطلق بعد ذلك لتحرير باقي المناطق التي كان داعش يحتلها.

كيف انطلقت ثورة 19 تموز ولماذا كوباني بالتحديد؟

لم تدم الثورة السورية طويلاً بسبب توجهها نحو العسكرة والصراع على الحكم بين حزب البعث وأطراف سمّت نفسها بالمعارضة وارتهنت للقوى الخارجية. ومع تسارع وتيرة الأحداث، طرأ تغيّر مهم في سوريا في الثامن عشر من تموز عام ألفين واثنا عشر، إذ قتل عدد من قيادات حزب البعث من أعضاء خلية الأزمة المكلفة بالتعامل مع الأوضاع التي تعيشها البلاد، وأنهارت منظومة حزب البعث العسكرية حينها، وبدأت المناطق الريفية تخرج من سلطته، وفي ذات اليوم سيطر المسلحون على جرابلس والباب، وكانوا ينوون السيطرة على كوباني، وهذا ما دفع وحدات حماية الشعب للتحرك مباشرة من أجل حماية شعوب المنطقة، وفي يوم التاسع عشر من تموز انطلقت الثورة محررة مدينة كوباني، ولتنقل شرارة الثورة إلى بقية مناطق روج آفا.

الإعلان بشكل رسمي عن وحدات حماية الشعب

في يوم التاسع عشر من تموز عام ألفين وأثنا عشر أعلنت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب رسمياً عن وحداتها وعاهدت بالدفاع عن جميع مكونات روج آفا دون استثناء، وهذا ما أكدته من خلال التضحيات التي قدمتها لاحقاً.

بمناسبة ذكرى ثورة 19 تموز…6 احتفالات مركزية على مستوى إقليم الجزيرة

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى