الذكرى الـ 83 لسلخ لواء اسكندرون من البلد الأم سوريا

يصادف اليوم الذكرى الـ 83 لسلخ دولة الاحتلال التركي لواء اسكندرون عن سوريا، بعد اتفاقات سرية مع الانتداب الفرنسي, وعمليات تغيير ديموغرافي أجرتها، مشابهة لما تجريه الآن في مناطق الشمال السوري المحتل.

في مثل هذا اليوم التاسع والعشرين من تشرين الثاني عام 1939 تم سلخ لواء اسكندرون عن البلد الأم سوريا وتقديمه من قِبل الانتداب الفرنسي لدولة الاحتلال التركي التي رسمت حدود كيانها على أنقاض الدول التي كانت تحتلها لنحو 500 عام.

فمع تصاعد التوتر في أوروبا نتيجة صعود هتلر والنازية في ألمانيا، أرادت دولة الاحتلال التركي الحالمة منذ قيام جمهوريتها عام 1923 بالوصول إلى حدود ما تسميها الميثاق الملي، بالاستفادة من هذه التوترات وعقد الصفقات من أجل احتلال أراضي دول الجوار، وحينها كانت سوريا واقعة تحت الانتداب الفرنسي.

فمنذ عام 1936 بدأ الاحتلال التركي بإطلاق التصريحات حول أن الأقلية التركية في لواء اسكندرون يتعرضون للاضطهاد، هذه الأقلية التي استخدمها الاحتلال وما زال، كمسمار جحا في البلدان العربية وأصبحت حجة له في احتلال أراضي سوريا والعراق وليبيا وغيرها من الدول العربية.

لواء اسكندرون ضحية اتفاقات قذرة ما تزال تحاك أيضاً ضد سوريا

وعبر اتفاقية قذرة ومقايضات اتفقت دولة الاحتلال التركي وفرنسا على عرض موضوع لواء اسكندرون على عصبة الأمم (قبل أن تتحول بعد الحرب العالمية الثانية إلى الأمم المتحدة) حيث تم إرسال لجنة اجتمعت بسكان اللواء الذين أكدوا رغبتهم في البقاء كجزء من الدولة السورية وحنيها تيقنت اللجنة أن الأقلية التركية غير مضطهدة كما يدعي الاحتلال التركي.

الاحتلال التركي يغير ديموغرافية لواء اسكندرون ويفعلها الآن في الشمال السوري المحتل

ولكن مصالح الدول هي فوق معاناة وحقوق الشعوب، إذ وقع الانتداب الفرنسي اتفاقية مع الاحتلال التركي بالتخلي عن لواء اسكندرون لها مقابل عدم مشاركتها إلى جانب ألمانيا في الحرب. وحينها بدأ الاحتلال بتغيير ديموغرافية اللواء ونقل عشرات الآلاف من الأتراك إليها كما يجري الآن في الشمال السوري المحتل في عفرين وكري سبي وسريه كانيه.

ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية في الأول من أيلول عام 1939 والوضع القائم في أوروبا وحاجة الحلفاء لضم الاحتلال التركي إلى جانبهم أو إبقائها على الحياد وخاصة أنها كانت تسيطر على المضائق بعد معاهدة مونترو في 20 تموز 1939، فأعلن الاحتلال ضم اللواء نهائياً إليها ومنذ ذلك الوقت يسمي السوريون اللواء باسم اللواء السليب.

دولة الاحتلال التركي تواصل هجماتها لاحتلال أراضي سوريا والعراق

واليوم أيضاً تعقد دولة الاحتلال التركي الصفقات السرية والعلنية مع روسيا وأمريكا والغرب للمتاجرة باللاجئين السوريين واستنزاف مقدرات الأراضي السورية وخيراتها وتشن الهجمات على سوريا والعراق بغرض التوسع والاحتلال للوصول إلى حدود ما تسميه الميثاق الملي الذي يتضمن أراضي سوريا والعراق بدءا من إدلب وصولاً إلى الموصل وكركوك.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى