للثبات على كرسي السلطة.. زعيم الفاشية التركية أردوغان يتوسل بدول الخليج

بات نظام أردوغان يعيش على وقع التظاهرات والغضب الشعبي بسبب انهيار الاقتصاد والتراجع القياسي لقيمة الليرة إلى النصف، وهو وضع أدى لتزايد البطالة ومعدل الفقر، إذ بات الأتراك يترنحون تحت وطأة ديونهم وعجزهم عن التسديد.

وصل معدل التضخم السنوي في تركيا إلى 85.51%، في تشرين الأول الماضي في أعلى مستوى له منذ العام 1997، وفق ما أظهرت بيانات رسمية، بينما يدافع رئيس دولة الاحتلال أردوغان عن سياساته التقليدية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة.

وبينما ترفع المصارف المركزية في أنحاء العالم معدلات الفائدة في مسعى للسيطرة على ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، عارضت تركيا الاتجاه العالمي وشدد زعيم الفاشية التركية أردوغان على أن معدلات الفائدة المرتفعة هي “أكبر عدو” له للتغطية على فشله الاقتصادي.

وتعليقًا على ذلك يقول الخبير الاقتصادي عبد السلام الشيخلي أن “أردوغان يمارس ضغوطا على البنك المركزي التركي لخفض سعر الفائدة إلى أقل من 10 في المئة، على أمل أن يساعد ذلك في ترشحه لولاية أخرى مدتها خمس سنوات في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في حزيران المقبل”.

وأضاف الشيخلي لوكالة روج نيوز، أن “أردوغان يزعم أن أسعار الفائدة المرتفعة هي سبب التضخم، وليس العكس، في تحد للنظريات الاقتصادية التقليدية، وسبق وأن وصف أسعار الفائدة المرتفعة بأنها “العدو الأكبر”.

هذه الأزمة ساهمت بلا شك في تغير سياسة زعيم الفاشية التركية أردوغان الخارجية وسعيه لطي الخلافات مع الدول الخليجية الغنية كالسعودية والإمارات، آملا في استقدام استثمارات ضخمة تساهم في تجاوز تعثر الاقتصاد التركي. غير أنه حتى لو تمكن من ذلك، فمن المستبعد أن تكون النتائج سريعة.

بعد حضوره لاحتفالية إنطلاق مونديال كأس العالم في قطر لعام 2022, ترى الكاتبة المصرية رنا اسامة أن “أردوغان ظهر راكعاً على ركبة واحدة للتوسل لبعض دول الخليج ومصر”، فيما عزت الكاتب المصرية التحول الإردوغاني المُثير للريبة تجاه الخليج إلى محاولة تركيا الخروج من عزلتها التي تسببت فيها سياسات إردوغان.

وقالت رنا اسامة، إن “تقليص إردوغان للسياسة الخارجية إلى المستوى العسكري، والسعي إلى نهج قائم على مطالبات القوة والحقوق بدلًا من الجلوس على طاولة المفاوضات”، دفع بجميع الدول والمؤسسات الدولية للوقوف في مواجهة أنقرة في خطوة تجاوزت دول المنطقة.

وأشارت إلى أن زعيم الفاشية التركية إردوغان يسعى اليوم لاستعادة الورقة الرابحة التي خسرتها تركيا مع اليونان من خلال اللجوء إلى مصر وإسرائيل بعد إطلاق سلسلة من الإهانات للزعماء وقطع العلاقات الدبلوماسية مع البلدين، وبينهم الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي وقف في وجه تدخلات “العثماني المُتعجرف” أردوغان.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى