الرئيس التونسي: لا ننتظر فرماناً من أية جهة كانت .. سيادتنا وكرامتنا قبل أي اعتبار

أشارت ردود الفعل التونسية الغاضبة من تصريحات أردوغان حول حل البرلمان إلى أن العلاقات بين أنقرة وتونس باتت مهددة بأزمة، لكنّ أوساطا سياسية تونسية ومراقبين قالوا إن منع ذلك يتوقف على الجانب التركي الذي يتوجس من سقوط حليفته حركة النهضة الإخوانية.

دخلت العلاقات التونسية التركية منحىً حاسماً بعد تصريحات من أردوغان بشأن حل البرلمان التونسي والتي اعتبرتها الأخيرة تدخلاً سافراً في شؤونها , حيث قامت تونس باستدعاء السفير التركي لتبلغه عن احتجاجها على ماورد على لسان أردوغان.

وبهذا الصدد , رد الرئيس التونسي قيس سعيد على تصريحات أردوغان الأخيرة قائلاً : تونس ليست إيالة ولا ننتظر فرمانا من أي جهة كانت .. سيادتنا وكرامتنا قبل أي اعتبار.

مدير المركز العربي للدراسات رياض الصيداوي: أردوغان آخر من يحق له إعطاء دروس في الأخلاق بعد أن عزل وطرد الآلاف من مناصب ومؤسسات الدولة

من جانبه قال مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية بجنيف رياض الصيداوي إن “آخر من يمكن أن يعطي دروسا في الأخلاق السياسية هو أردوغان، الذي قام بعزل وسجن وطرد أكثر من 120 ألف موظف وأستاذ جامعي وصحافي وضابط في الجيش وقام بتطهير كامل داخل الدولة بتهمة العمالة لفتح الله غولن وغير نظام الحكم على مقاسه وهو يد حلف الناتو في العالم العربي”.

الباحث في الشؤون الإقليمية والدولية كرم سعيد: أردوغان يحاول إنقاذ حركة النهضة الإخوانية والتي هي امتداد إديولوجي لحزبه

فيما أكد الدكتور كرم سعيد الباحث في الشؤون الإقليمية والدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن التصريح الذي أدلى به أردوغان، بخصوص انتقاده لمسألة لحل البرلمان في تونس مرتبطة بمجموعة من الدوافع والاعتبارات.

أولها هو انقاذ حليفته حركة النهضة باعتبارها الامتداد الايديولوجي لحزب العدالة والتنمية , أما الاعتبار الثاني فهي أن أنقرة تسعى للتماهي مع الضغوط الإقليمية والدولية على الرئيس قيس سعيّد وتحديداً الضغوط الغربية من الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الغربية , وأخيراً ارتباطها بمساع أردوغان لتوظيف الأزمة في تونس بتعويض الرصيد المتآكل في الداخل التركي.

يشار إلى أن تصريحات أنقرة قوبلت بتظاهر العشرات من المواطنين التونسيين للمطالبة بطرد السفير التركي والتنديد بالتدخل السافر لأردوغان في الشؤون التونسية والتي تهدد الأمن القومي للبلاد وبالأخص مع مطالبة أنصار النهضة لتركيا بالتدخل العسكري لارجاع البرلمان المنحل على شاكلة ليبيا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى