الشهيدة زينب ساروخان..المرأة السياسية وحامية حقوق الأطفال

المرأة القيادية التي عُرفت بإرادتها، زينب ساروخان .. ناضلت بكل طاقاتها من أجل حماية حقوق المرأة والأطفال. وحتى اللحظات الأخيرة من حياتها، سعت لإظهار حقيقة هجمات الاحتلال التركي على المنطقة وعملت من أجل وقف العنف ضد المرأة. مؤكدةً بذلك أن المرأة الكردية هي قدوة لنساء العالم أجمع.

قيادية ومناضلة أخرى سارت على درب شهداء الحقيقة والحرية، إنها زينب ساروخان التي استشهدت رفقة يلماز شرو الذي شاركها في الرئاسة المشتركة لمكتب شؤون العدل والإصلاح في الإدارة الذاتية بإقليم الجزيرة، في هجوم بطائرة مسيّرة لدولة الاحتلال التركي في السابع والعشرين من أيلول الجاري على طريق كركي لكي – ديرك.

زينب ساروخان المرأة السياسية والناشطة في حقوق المرأة والأطفال، ولدت في الأول من آذار عام ألف وتسعمائة وواحد وثمانين بمدينة الحسكة، لعائلة وطنية لديها ابن شهيد.

انضمت منذ بداية ثورة روج آفا إلى النشاطات والعمل. زينب مدرسة العلوم، عُرفت بجهودها في النضال. وهي كانت تربي والدتها من جهة، ومن جهة أخرى تقود النساء وخصوصاً في مناهضة العنف ضد المرأة، إلى جانب أنها أصبحت والدة لجميع الأطفال الذين كانوا يتعرضون للعنف والتجريد من الحقوق.

زينب عملت في العلاقات الدبلوماسية والأنشطة التنظيمية في حزب الاتحاد الديمقراطي، ثم تولت مهام رئيسة هيئة المرأة في الإدارة الذاتية بإقليم الجزيرة، ومؤخراً كانت تشغل منصب الرئاسة المشتركة لمكتب شؤون العدل والإصلاح في الإدارة الذاتية بإقليم الجزيرة.

تُعرف ثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا بثورة المرأة. في هذا السياق تقول زينب عن انضمامها للثورة:

كنت أقول أنه ليس هناك حمل أثقل من العمل في حزب الاتحاد الديمقراطي، لأنه يتطلب التفكير والعمل السياسي وأن تكون جاهزاً في كل وقت.

في بداية الثورة، كانت هناك حاجة. العائلة كانت صاحبة ميراث. أتذكر أنه في نهاية أعوام الثمانينيات من القرن الماضي عندما كنت صغيرة، عندما كان كوادر الحركة يزورون منزلنا. كبرنا وترعرنا على قيم الحركة ولذلك كان لنا ميراث ونعرف معنى الوطنية والارتباط بالحركة والقضية الكردية.

على المرأة أن تطور ذاتها من الناحية الذهنية

زينب ساروخان، أشارت أن على المرأة أن تعرف نفسها، وأن تطور ذاتها من الناحية الذهنية.

نحن لدينا استراتيجية. إذا أردت أن تحرر المرأة، عليك في البداية أن تُعرفها بتاريخها. ومتى وكيف تم استعبادها. وما الأنشطة والأعمال التي تحتاجها للتخلص من تلك الذهنية. لأنه في فترة من الفترات وصلت المرأة إلى مرحلة تقبل ذلك على نفسها. الضغط الممارس عليها والعادات والتقاليد البالية وبعض السياسات التي طُبقت بحقها أوصلها إلى مرحلة تقبل الواقع المفروض عليها.

علينا جميعاً تبني النساء وحماية حقوقهن

وأكدت أنها حتى النهاية ستعمل على تبني والدتها وجميع النساء وستناضل لحماية حقوقهن.

والدتي متقدمة في السن وتبلغ حوالي 80 عاماً. هذه الأم ربتنا وعلمتنا وفق قيم الحركة. الآن هي كبرت ووصلت إلى مرحلة يجب علينا الاعتناء بها، ولذلك نحن على عهدين؛ الأول: أننا لن نقطع عن العمل. والثاني: ما دمت حية فأن هذه الأم هي مسؤوليتي.

في التاريخ الكردي الممتد لآلاف السنين وفي ثورة روج آفا، هنالك العديد من النساء اللواتي تولين مهام قيادة الثورة. وأصبحت الكثير منهن نهجاً لتحقيق النصر والحرية، وما تزال الكثيرات منهن يناضلن على درب حرية المرأة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى