حارب الشهيد ديار شورش في معظم الساحات والجبهات ضمن روج آفا وشمال وشرق سوريا وشنكال حتى ارتقى شهيداً، ليتحوّل إلى أيقونة نضالية إلى جانب رفاقه الشهداء أورهان وكرزان وهيوا.
في الثالث من شهر آب من العام الجاري، قصفت مسيّرة للاحتلال التركي، سيارة على طريق قامشلو، ما أدى لاستشهاد أربعة من مقاتلي وحدات حماية الشعب وأُصيب اثنان آخران بجراح، ومن بين الشهداء، الشهيد ديار خليل.
وُلد الشهيد ديار خليل عام ألف وتسعمائة وسبعة وتسعين، في الحي الغربي بمدينة قامشلو، في كنف أسرة وطنية، تعرفت على أفكار حركة حرية كردستان ومبادئها منذ ثمانينات القرن الماضي، واستقى منذ نعومة أظفاره من أفكار القائد عبد الله أوجلان على يد والدته، وبقيت راسخة في ذهنه حتى يوم استشهاده.
وقبل انطلاقة ثورة التاسع عشر من تموز، انضم الشهيد ديار إلى حركة الشبيبة الثورية ومع انطلاقة شرارة الثورة انضم إلى وحدات حماية الشعب واختار لنفسه الاسم الحركي “ديار شورش”.
شارك الشهيد ديار في العديد من الحملات العسكرية التي انطلقت، بدءاً من المعارك التي دارت رحاها جنوبي ناحيتي كركي لكي وجل آغا، ومعارك تل براك عام ألفين وثلاثة عشر، والدفاع عن سريهه كانيه وتحرير تل حميس عام ألفين وخمسة عشر، بالإضافة إلى مشاركته في معارك كري سبي وتل تمر ألفين وخمسة عشر، مروراً بحملة تحرير منبج عام ألفين وستة عشر، والرقة إلى جانب اجتيازه للحدود والمشاركة في حملة الدفاع عن شنكال وأهلها وغيرها من المناطق عام ألفين وأربعة عشر.
والدة الشهيد ديار، ناريمان إبراهيم، أشارت إلى أن ديار أراد بشدة الانضمام إلى صفوف وحدات حماية الشعب منذ تأسيسها، إيماناً منه بها لتخليص الشعب من الفوضى التي سادت المنطقة، وأنه كان يشترط في مشاركته في الحملات العسكرية أن يكون في الخطوط الأمامية، ليصنع بجسارته المكتسبة من الفكر الذي كبر عليه العديد من الانتصارات.
ومن جانبها، أوضحت زوجة الشهيد ديار، أفيستا خليل، أن ديار كان يؤمن بالحياة التشاركية المبنية على أساس احترام الرأي الآخر، وكان ذا شخصية قوية، يساند الحق مهما كان الثمن، وأنه كان يردّد جملة القائد عبد الله أوجلان “النسيان خيانة”، لكي تبقى ذكرى الشهداء في مخيلته.
وأكدت أسرة الشهيد ديار أنها ستستمر في صون ميراث الشهداء وأنها لن تنسى أبداً تضحيات الشهداء وستسمر في السير على درب الشهيد ديار وجميع شهداء الحرية.
