ماكغورك: أفضل شيء يمكن أن يفعله ترامب هو عكس أمر الانسحاب من سوريا

يرى المبعوث الأمريكي السابق للتحالف الدولي في محاربة داعش في سوريا والعراق بريت ماكغورك أنه أفضل شيء يمكن أن يفعله الرئيس الأمريكي هو عكس أمر الانسحاب

وأن تواجد الولايات المتحدة في سوريا مكن من الوقوف في المقدمة ضد روسيا، واحتواء إيران، وكبح جماح تركيا، وجعل الدول العربية متماشية، والأهم من ذلك، منع عودة داعش ،فلا يمكن للولايات المتحدة التظاهر بترك عدد قليل من القوات في سوريا

ولا ينبغي أن يكون لواشنطن جزء من جدول الأعمال في سوريا بل , يجب أن توضّح لأنقرة أن الهجوم التركي على قوات سوريا الديمقراطية – حتى بعد الانسحاب الأمريكي – سوف يحمل عواقب وخيمة على العلاقات الأمريكية التركية.

كشف بريت ماكغورك عن لقاء جمعه بأردوغان حيث اعترف الأخير بأن هجماته على مناطق شمال وشرق سوريا هدفها ضم مناطق سورية يراها هي ملك لبلاده جاء ذلك في مقال نشره في مجلة “الفورين أفايرز” الأمريكية

بريت ماكغورك:الوجود الأمريكي في سوريا كان حاسماً في إدارة العلاقات مع تركيا

يشير ماكغورك في مقاله إلى أن الوجود الأمريكي في سوريا كان حاسماً في إدارة العلاقات مع تركيا، التي كانت شريكاً غامضاً منذ بداية الحملة ضد داعش.
ففي عامي 2014 و 2015، طلب أوباما مراراً من أردوغان السيطرة على الحدود التركية مع سوريا، والتي من خلالها يتوافد مقاتلو داعش والمواد بحُرية

إلا أن رفض تركيا لطلبات التحالف بإغلاق المعابر الحدودية في البلدات التي أصبحت مراكز لوجستية لداعش، مثل تل أبيض ما اضطر حينها الدبلوماسيون الأمريكيون اخبار الأتراك أنهم إذا لم يسيطروا على حدودهم، فإن هزيمة داعش ستكون مستحيلة.

لذا بدأت الولايات المتحدة في شراكة أوثق مع المقاتلين الكرد السوريين، الذين دافعوا عن كوباني. في مواجهة واضحة حينها لعناد تركيا وتنعتها في مواصلة دعم داعش

وحتى عندما هددت تركيا بمهاجمة الكرد عبر الحدود، كما فعلت كثيراً، ذكّرت واشنطن أنقرة بأن الولايات المتحدة موجودة على الأرض هناك أيضاً، وأكّدت واشنطن لأردوغان أنها ستردع أي تهديد واضح لتركيا من سوريا. طالما كانت القوات الأمريكية موجودة ، لم يكن هناك أي سبب لتدخل الجيش التركي، وكانت أنقرة تعلم أن تعريض حياة الأميركيين للخطر سوف تترتب عليه عواقب وخيمة على علاقاتها مع واشنطن.

ولإطفاء نيران غيظها من التحالف الأمريكي مع الكرد وخسارة حليفتها داعش في كوباني هاجم الجيش التركي عفرين، بالتعاون مع مرتزقته السوريين، وشرّد ما يقرب من نصف سكان عفرين، وقاموا بعمليات تغيير ديمغرافي هناك.

بريت ماكغورك:احتلال عفرين لم تكن رداً على أي تهديد حقيقي، وإنما ناتجة عن طموح أردوغان لتوسيع حدود تركيا

ويؤكد ماكغورك بأن احتلال عفرين لم تكن رداً على أي تهديد حقيقي، وإنما ناتجة عن طموح أردوغان لتوسيع حدود تركيا، التي يشعر أنها رسمتها بشكل غير عادل بموجب معاهدة لوزان لعام 1923.

ويقول ماكغورك “لقد جلست في لقاءات مع أردوغان وسمعت منه بأن ما يقرب من 400 ميل بين حلب والموصل بأنها “منطقة أمنية تركية”، وقد دعمت أفعاله كلماته”.

ويختم ماكغورك مقاله بالقول “لقد كلّف الوجود العسكري الأمريكي الوقت للدبلوماسيين الأمريكيين لتأمين ترتيب طويل الأجل قد يُرضي تركيا بشكل معقول، بينما يردع طموحات أردوغان الكبرى ويحمي قوات سوريا الديمقراطية” .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى