العلاقات الروسية التركية تشهد توترا على خلفية التصعيد في إدلب

صعّدت التطورات الأخيرة في شمال غرب سوريا من حدة التوتر بين موسكو وأنقرة، على خلفية سيطرة النظام على المزيد من المناطق ضمن ما تسمى “خفض التصعيد” , فيما ترجم ذلك ميدانياً، اليوم، من خلال الاستهدافات المتبادلة بين النظام وجيش الاحتلال التي أسفرت عن وقوع خسائر من الطرفين.

تشهد العلاقات الروسية ـ التركية توتراً متصاعداً على إثر سيطرة قوات النظام على المزيد من المناطق على حساب مرتزقة هيئة تحرير الشام/ النصرة والمجموعات المرتزقة الأخرى التابعة للاحتلال التركي في ما سمي بمناطق “خفض التصعيد” شمال غرب سوريا، زادها الطين بلة، الهجوم التركي، صباح اليوم، على مواقع لقوات النظام في إدلب، والذي أسفر عن مقتل عدد من عناصر النظام، رداً على ما تزعم أنقرة مقتل أربعة من جنودها في هجوم للنظام على نقاطها الاحتلالية ,وسبق ذلك بيومين هجوم لمرتزقة “الجيش الوطني السوري” على مواقع للنظام في منطقة الباب شمال شرق حلب، في سياق عملية ليّ الذراع بين موسكو وأنقرة.

وفي خطوة تعكس تحدياً منها.. أرسل الاحتلال التركي الأحد تعزيزات عسكرية وُصفت بـ”الأضخم” إلى المنطقة، وصلت إلى نحو مئتي شاحنة وآلية عسكرية، وسط أنباء عن استهداف الجيش الروسي محيط أحد الأرتال التركية في رسالة تحذيرية.

وتضع روسيا وقوات النظام الطريقين الدوليين “أم 4″ وأم5” أولوية لهما في العملية العسكرية التي تخوضانها في إدلب، باعتبارهما يشكلان شريان حياة حيث يربط “أم 4” الحدود العراقية بالساحل السوري غرباً، فيما يمتد “أم 5” من حلب إلى الحدود الأردنية جنوباً.

ومع سيطرة قوات النظام الأسبوع الماضي على معرة النعمان في إدلب واقترابه من سراقب، بات الاحتلال يخشى فقدان ورقة ابتزازية مهمة يستخدمها في مقايضاته مع روسيا، خاصة مع انهيار دفاعات المجموعات المرتزقة التي يراهن عليها .

هذه التطورات دفعت بأردوغان إلى التدخل بشكل مباشر عبر إرسال تعزيزات ضخمة على أمل أن يُفضي ذلك إلى توقف تقدّم قوات النظام، وإجبار روسيا على الإصغاء إليه، وفي سبيل شرعنة تدخل جيشه المباشر، اتخذ من مقتل جنوده الأربعة ذريعة لذلك، وسط أنباء عن أن هؤلاء الجنود قتلوا أصلا قبل أيام في الثلاثين من كانون الثاني المنصرم، في منطقة عفرين المحتلة، بعمليات لقوات تحرير عفرين.

ويرى محللون أن محاولة تركيا فرض أمر واقع جديد في شمال سوريا يضع علاقتها مع موسكو على المحكّ خاصة وأن الأخيرة تكرر ضرورة أن تفرض قوات النظام سيطرتها على الطريقين الدوليين على وجه الخصوص، وفي مرحلة لاحقة استعادة كامل محافظة إدلب ومحيطها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى