المخدرات: التجارة الرائجة في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق

قد يكون متوقعاً في ظل فوضى الحرب أن تغص مناطق سورية بالمخدرات، لكن اللافت أن تكون الحكومة وقواتها هي المنظم الرئيس لتجارة هذه المواد القاتلة.

في سوريا، حيث تدخلت قوى إقليمية ودولية عديدة في انتفاضتها الشعبية بوجه الحكومة التي كبتت الحريات، فأصبحت البلاد بهذا التدخلات هدفاً للحروب القذرة، وانتشر إنتاج المخدرات وتعاطيها في كل مكان تقريباً.

وتزايد إنتاج المخدرات ونقلها في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق بشكلٍ كبير، وفي الوقت ذاته فإن 70 بالمائة من اقتصاد تلك المناطق قائم على المخدرات وغسيل الأموال، فقد تحولت شركات الأدوية إلى مصانع للمخدرات.

وتقول المعلومات أن هناك خمسة عشر مصنعاً كبيراً، بالإضافة إلى ستين مكانٍ آخر لإنتاج المخدرات، وتقع معظم مراكز الإنتاج قرب المعابر الحدودية، وميناء اللاذقية ومناطق التهريب، وترسل الحبوب المنتجة عبر الشبكات والممرات التي جرى إنشاؤها إلى داخل البلاد وخارجها.

حكومة دمشق تواصل تهريب المخدرات إلى الدول العربية

وتشير المعلومات أن المخدرات تُنقل عادةً من طرطوس وبانياس واللاذقية إلى دول الخليج بحراً، وإلى الأردن والعراق ولبنان براً، كما يُقال إن عناصر قوات حكومة دمشق يتولون تأمين عملية العبور.

هذا وتتمتع مدينة حمص بأهمية كبيرة في تجارة المخدرات بسبب موقعها الجغرافي وتُستخدم كبوابة للدول العربية عبر لبنان.

وسبق أن أكد الخبير في مكتب المخدرات والجرائم التابع للأمم المتحدة، توماس بيشمان، لصحيفة ذا ناشيونال الإماراتية في الخامس عشر من تشرين الأول عام ألفين وواحد وعشرين، بأن لبنان وسوريا قد تحوّلتا خلال الأعوام الأخيرة، إلى أكبر دولتين منتجتين للكبتاغون في المنطقة.

ومن ناحية أخرى، يُقال إن بعض مجموعات المافيا التركية واللبنانية والعراقية الموجودة في سوريا تتعاون مع حكومة دمشق في إنتاج المخدرات.

حكومة دمشق تنتهج سياسة الإغراق بالمواد المخدرة عوضاً عن الأسلحة لتدمير معارضيها

تُستخدم المخدرات في سوريا كباقي الدول، كأداة لسلب إرادة المجتمع، وخاصة ضد الشعوب المعارضة للحكومة والتي لديها مطالب. كما توزع في المحافظات التي كانت تُعد مركزاً للمظاهرات مثل حماة ودرعا والسويداء، من قبل الدفاع الوطني الذي يُعد أحد الأذرع العسكرية التابعة لحكومة دمشق.

وبحسب بعض المعلومات المتوفرة، يجري إرسال المخدرات كالكبتاغون والكريستال من المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق إلى المناطق المحتلة من قبل تركيا أيضاً.

ويشار أن الدول العربية ركزت خلال تطبيع علاقاتها مع حكومة دمشق على ضرورة القضاء على تجارة المخدرات وتصدير الكبتاغون خصوصاً إلى الأردن والخليج العربي.

هذا وتنتهج دولة الاحتلال التركي ومعها حكومة دمشق سياسات خاصة حيال شمال وشرق سوريا التي تشهد بناء نظام ديمقراطي يمثل الشعوب والديانات والثقافات واللغات المختلفة، إذ تلجأ الدولتان إلى اتباع مختلف الطرق والأساليب لنشر تعاطي المخدرات في المجتمع.

تحقيق بريطاني يكشف مرابح فلكية للأسد من الكبتاغون وكيف حول دول الخليج لضحايا

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى