باحثة وصحفية: داعش يطل برأسه بعد عام الخسائر وسط انشغال العالم بكارثة الزلزال

تفتح الهجمات الأخيرة لمرتزقة داعش باب التساؤلات عن استغلاله للزلزال المدمر في إعادة تنظيم صفوفه، فيما ترى باحثة في شؤون الجماعات الإرهابية، أن داعش يسعى لإعادة ثقة الموالين له خاصة بعد الخسائر التي مُني بها العام الفائت.

وسط انشغال العالم بالزلزال المدمر الذي ضرب شمال كردستان وأجزاء من تركيا وسوريا، وأوقع آلاف الضحايا والمصابين وخلف خسائر مادية كبرى، صعّد مرتزقة داعش هجماتهم في سوريا؛ مركزين فيها هذه المرة على المدنيين، ما يثير مخاوف جدية من تصاعد تلك الهجمات بوتيرة أكبر وتمددهم إلى مناطق دحروا منها سابقاً.

وشن مرتزقة داعش، الجمعة، هجوماً يعد الأكثر دموية منذ مطلع العام الجاري، استهدف مواطنين من أبناء منطقة السخنة شرقي حمص يعملون في جمع الكمأة وحاجزاً لقوات حكومة دمشق بمنطقة الضبيات؛ ما أدى إلى مقتل 61 مواطناً و7 عناصر من قوات حكومة دمشق.

ومنذ وقوع الزلزال، نفذ مرتزقة داعش ما يزيد عن 3 هجمات وسط سوريا وتسبب بمقتل وإصابة العشرات من المواطنين وعدد من العسكريين من قوات حكومة دمشق.

وحسب ما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإنه منذ 10 شباط الجاري، قتل 90 شخصاً على يد مرتزقة داعش بين مواطنين وعسكريين ضمن البادية السورية.

في السياق؛ قالت الصحفية والباحثة في شؤون الجماعات الإرهابية، لامار أركندي في إنه “منذ الخسائر التي مُني بها داعش العام الفائت وخسارته لخلفائه وفشله باقتحام سجن الصناعة وتحرير عناصره؛ يسعى جاهداً لإعادة ثقة الموالين له والتي اهتزت بعد عام من الخسائر.

ويحاول مرتزقة داعش، حسب ما أوضحته لامار “توظيف كل الفرص ومنها التهديدات التركية الدائمة لمناطق شمال وشرق سوريا وتلويحها بقضم المزيد من الأراضي السورية، وكذلك انشغال روسيا في حربها مع أوكرانيا، وأخيراً كارثة الزلزال؛ لتنظيم هيكليته من جديد”.

وقالت لامار إنه: “ومنذ بداية العام، بدأ اتجاه النشاط العملياتي لمرتزقة داعش لمنحى جديد في خططه، لينتقل من استهدافه للأفراد إلى استهداف المجموعات كما حصل في منطقة السخنة في بادية حمص، الجمعة”.

ويرى مراقبون أن المناطق المنكوبة التي خلفها الزلزال المدمر في سوريا من الممكن أن تتحول في الأيام المقبلة إلى بؤرة نشاط كبيرة لداعش، بالإضافة إلى استغلال الفقر والأوضاع الاقتصادية والسياسية المتردية أساساً والتي تأزمت بعد وقوع كارثة الزلزال.

جدير بالذكر أن قوات سوريا الديمقراطية مع التحالف نفذت سلسلة من الحملات الأمنية والعسكرية في دير الزور، أدت إلى مقتل متزعم لمرتزقة داعش واعتقال آخر.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى