باحثون: أردوغان يستغل الفوضى في المنطقة للهيمنة عليها مدفوعاً بأوهامه العثمانية

تستغل تركيا الأردوغانية الفوضى التي كانت لها اليد الطولى في نشرها بدول المنطقة، للهيمنة عليها، راكضة وراء أوهام أردوغان العثمانية، الذي يحاول إيهام الشعب التركي بتحقيق إنجازات في الخارج، وآخر هذه التدخلات هي ليبيا.

من سوريا إلى العراق إلى ليبيا ودول أخرى في المنطقة، تنشر تركيا في عهد أردوغان الفوضى والخراب، مستغلة حراك شعوب هذه الدول الطامحة في حياة كريمة والانعتاق من الاستبداد والظلم.
ويوماً بعد آخر، تتكشف أطماع أردوغان بشكلٍ أوضح للعالم، فبعد الخطوات التركية العدوانية في العراق وسوريا، تظهر ليبيا على خارطة وهم “الخلافة العثمانية”مهددة بذلك، أمن المنطقة وشعوبها.
وجاء الاتفاق الذي وقّعه السراج مع أردوغان، حول التعاون الأمني وترسيم الحدود البحرية ، كإعلان رسمي، لما أطلق عليه المراقبون ” حلم الإمبراطور العثماني”.

ويمهد هذا الاتفاق لاحتلال ليبيا، وفق المتحدث باسم “الجيش الوطني الليبي”، اللواء أحمد المسماري، كما يهدد أيضاً مصالح دول الإقليم، بينها: مصر واليونان، وليبيا نفسها, ويتيح لتركيا نفوذاً على الجانب الجنوبي من حوض المتوسط.
وتعقيباً على ذلك أكّد الباحث في العلاقات الدولية، أيمن سمير، خلال حديثٍ مع وكالة “هاوار” أن تركيا رأت في الفوضى الداخلية المُندلعة في ليبيا، فرصة مواتية للهيمنة عليها وتطويعها لخدمة أهدافها.
مضيفا أن الاتفاق مع السراج ليس جديداً أو فكرةً طارئة: “وهو يأتي في إطار ممنهج أعلن عنه أردوغان، عام ألفين وأحد عشر، عندما قال: ” بحلول عام ألفين وثلاثة وعشرين ستعود تركيا إلى إرث الأجداد”.
موضحاً أنه بدأ في العراق، ثم شمال سوريا، والآن ليبيا، وهذا دليل واضح على طموح تركيا الخارجي.
وأشار سمير إلى أن أردوغان يعول في المحافظة على هذه الاتفاقية على كثير من العوامل، من بينها الفرقة في الساحة الليبية، وانشغال الولايات المتحدة بانتخابات العام القادم، وكذلك انشغال الاتحاد الأوروبي في قضية الخلافات بين الدول الأعضاء في حلف شمال الاطلسي.
وحسب الباحث هناك عامل آخر ومهم، وهو أن أردوغان: يعيش أزمة داخلية، وأصبح تراجع شعبيته أمراً واضحاً، لذلك، يحاول الهروب إلى الأمام وإيهام الشعب التركي بأنه يحقق إنجازات خارجية، لاستعادة شعبيته.
ويتفق الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني محمد أبو هادي مع هذا الرأي، حيث يرى أن أردوغان، يستفيد من انشغال العالم في بعض الملفات الدولية على غرار الملف الإيراني، ويقوم بمغامرات في سوريا والعراق وليبيا وقبرص، وهي دول تعاني من أزمات مختلفة مكّنته من النفاذ إلى حد ما للتصرف في شؤونها الداخلية واغتنام جزء من ثرواتها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى