بعد عداءه لها لسنوات.. أردوغان يسابق الزمن لإعادة تطبيع العلاقات مع الدول العربية

سياسات أردوغان الخارجية والمقاومة التي اصطدم بها جيشه في شمال وشرق سوريا ومناطق الدفاع المشروع في جنوب كردستان ساهمت في انهيار الاقتصاد التركي واليوم يسعى أردوغان لإنقاذ نفسه من خلال محاولة إعادة العلاقات مع الدول الخليجية وخاصة الإمارات والسعودية.

يحاول نظام أردوغان إنقاذ الاقتصاد التركي بعدما تسبب في انهياره نتيجة سياساته الداخلية الفاشلة والخارجية العدائية، وخاصة شن عمليات عسكرية في كل من شمال وشرق سوريا وجنوب كردستان وليبيا وإقليم آرتساخ.

كما كانت لسياسات حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية المتطرف السبب الأكبر في القطيعة شبه الكاملة مع دول الجوار وخاصة الاتحاد الأوروبي والدول الخليجية، ما تسبب بتأثر العملة والاقتصاد في البلاد، مع رحيل المستثمرين الأجانب وسحب رؤوس أموالهم.

الانهيار الاقتصادي في تركيا يدفع أردوغان لإعادة العلاقات مع الدول العربية

انهيار الاقتصاد التركي، دفع أردوغان وحليفه دولت بهجلي، لتغيير سياساتهم تجاه الدول العربية وخاصة الخليجية، التي بات اليوم أردوغان يكابد الأمرين لإعادة تطبيع العلاقات معها، بعدما تسببت سياساته الاستعمارية في الدول العربية في توتر تلك العلاقات وانقطاعها بشكل شبه كامل.

بعد الإمارات .. أردوغان يزور السعودية في شباط المقبل لبحث الملفات الاقتصادية

وبعد الإمارات، يعد أردوغان العدة لزيارة المملكة العربية السعودية، حيث أعلنت رئاسة النظام التركي أن الزيارة ستكون في شباط المقبل، وقال أردوغان في حديثه عن هذه الزيارة أنه سيلتقي العاهل السعودي وسيبحث معه العراقيل التي تشوب العلاقات التجارية بين البلدين. حسب قوله.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن زيارة أردوغان للسعودية، ستكون اقتصادية أكثر منها سياسية، وذلك نظراً إلى الأزمة المالية التي تعانيها الليرة التركية حالياً.

سياسيون: مقاومة الكريلا في جنوب كردستان سببت انهياراً في اقتصاد تركيا وتهاوي لشعبية أردوغان

ويؤكد محللون سياسيون، أن الاحتلال التركي لم يكن ليغير نبرته تجاه الدول العربية ويعمل على إعادة العلاقات معها إلا عندما شعر بأن اقتصاده سينهار والدولة ستسقط بسبب المقاومة البطولية لقوات الكريلا في مناطق الدفاع المشروع، فما كان أمام أردوغان لإنقاذ حكمه إلا اللجوء إلى الدول الخليجية للوقوف على قدميه مرة أخرى.

العلاقات السعودية التركية توترت بعد اتهام أنقرة للرياض بقتل الصحفي جمال الخاشقجي

وستكون زيارة أردوغان إلى السعودية هي الأولى بعد مقتل الصحفي جمال الخاشقجي والذي اتهم أردوغان السعودية باغتياله، مما أدى لتوتر العلاقات بين الطرفين.

واليوم أردوغان مستعد للتنازل للسعودية مقابل الحصول على بعض الأموال والاستثمارات لدعم اقتصاده، وكانت القمة الخليجية الأخيرة رفضت اجراءات التغيير الديمغرافي التي يقوم بها الاحتلال التركي في سوريا، وقد تشترط السعودية على أردوغان تقديم تنازلات في الملف السوري مقابل إعادة العلاقات بين الطرفين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى