بعد عقود من سقوطها .. موسكو ترغب بإعادة “الاتحاد السوفييتي” والغرب يعد العدة لمواجهتها

بعد ثلاث عقود من انهيار الاتحاد السوفييتي، تطمح موسكو لبناء الاتحاد مجدداً، عبر التدخلات العسكرية في سوريا وليبيا وأوكرانيا وأرمينيا، مع إرسال قوات عسكرية لكازاخستان لمواجهة الاحتجاجات الشعبية، بينما يعد الغرب العدة لمواجهة هذه المخططات والحفاظ على النظام العالمي القائم.

في الخامس والعشرين من كانون الأول عام 1991، أي قبل أكثر من 3 عقود، أعلن ميخائيل جورباتشوف رئيس الاتحاد السوفيتي استقالته من منصبه، وبذلك تفكك الاتحاد السوفيتي الذي تكون عام 1922، باسم اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية، ونشأ عن هذا التفكك خمسة عشرة دولة أكبرها روسيا.

حديث أمريكي رسمي عن محاولة موسكو لبناء الاتحاد السوفييتي عبر غزو أوكرانيا

ومع الأزمات والحروب التي شهدها العالم خلال العقد الأخير والتي سميت في بعض المناطق بالربيع العربي، انكشفت المساعي الروسية لإعادة بناء “الاتحاد السوفيتي”، لأنها رأت أن الفرصة مناسبة للعودة مجدداً .. وقد نطق وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مصطلح “الاتحاد السوفييتي” في مجال نقده لروسيا واتهامها بـ”التخطيط لغزو أوكرانيا”، ولم يتضح ما إذا كان ذلك مقصوداً أم أنه زلة لسان. واتهم كثير من رجال السياسة والإعلام في أمريكا وأوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه “يسعى لإحياء الاتحاد السوفييتي” عبر التدخل في جمهورياتها.

الرئيس الروسي تحدث كثيراً خلال 2021 عن الاتحاد السوفييتي

وجاء حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إن انهيار الاتحاد السوفييتي “أكبر كارثة جيوسياسية حدثت في القرن العشرين”، وتحدَّث عن هذا الموضوع أكثر من مرة في عام 2021، ما دفع بالساسة في الدول الغربية جدياً بالتفكير إن موسكو تحاول إعادة بناء هذا الاتحاد، ويبني الأساس لهذا الأمر عبر التدخل في سوريا والتخطيط لغزو أوكرانيا وأرمينيا وغيرها من الدول.

سوريا.. أولى القواعد العسكرية الروسية لحماية مشروع إعادة بناء الاتحاد السوفييتي

سوريا التي تتميز بموقع استراتيجي مطل على البحر الأبيض المتوسط، يدرك الروس جيداً إن إعادة بناء الاتحاد السوفييتي يمر عبرها، ويرى المسؤولين الروس إن السيطرة على سوريا وجعلها أولى قواعد الدفاع عن موسكو في وجه حلف شمال الأطلسي هو الركيزة الأولى لبناء الاتحاد مجدداً، حيث أقامت روسيا أكبر قاعدتين عسكريتين لها في المنطقة سواء تلك التي في حميميم وميناء طرطوس، وعملت في الأشهر الماضية على توسيع هذه القواعد حتى بات بإمكانها استقبال قاذفات وحاملات رؤوس نووية.

روسيا تسعى لتثبيت وجودها العسكري في ليبيا بالقرب من دول حلف شمال الأطلسي

كما إن التدخل العسكري الروسي في ليبيا بحجة حماية مصالحها، يمكن اعتباره أيضاً ضمن المساعي لتثبيت وجود عسكري بالقرب من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، الذي يعتبر العائق الأكبر وربما الوحيد أمام حلم إعادة “الاتحاد السوفييتي”.

سياسيون: الغرب يعمل لإشغال روسيا عن غزو أوكرانيا بأشعال جبهة كازاخستان

هذا الأمر نفسه ينطبق على كازاخستان، التي تشهد منذ أيام حركة احتجاجات شعبية واسعة ضد نظام الحكم القائم، واتهمت نور السلطان جهات غربية بالعمل على إشعال فتيل الاحتجاجات وما رافقها من عمليات شغب، ودعت كازاخستان، دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي بالتدخل لحماية الدولة من السقوط، وقررت المنظمة ومن بينها روسيا إرسال قوات عسكرية لحفظ السلام فيها.

وتقول أوساط سياسية إن ما تشهده كازاخستان يرتبط بمحاولات الغرب إشغال روسيا بأمنها القومي من الجنوب، والابتعاد عن فكرة إعادة بناء الاتحاد السوفييتي، إضافة إلى التخلي عن المخططات التي تهدف لغزو أوكرانيا، بعد تدخل موسكو العسكري في أرمينيا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى