بعد يوم دام في العراق أنصار الصدر ينسحبون من الشارع تلبية لدعوة زعيم التيار .. وتساؤلات حيال مستقبل البلاد

تحولت الأزمة السياسية في العراق إلى صراع مسلح واشتباكات في بغداد بعد إعلان مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي، وكأن إعلانه جاء كإشارة لبداية العنف ما أدى لمقتل العشرات وجرح المئات من المتظاهرين .. فيما أعلن الصدر اليوم أنصاره الانسحاب من الشوارع وانتقد ما أسماها بـ “ثورة العنف” في محاولة لتبرير موقفه، كما يرى راقبون.

أعلن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اعتزاله العمل السياسي بشكل نهائي، وذلك بالتزامن مع قرار المحكمة الاتحادية النظر بدعوى حل البرلمان، المطلب الذي كان يطالب به الصدر، من دون مرافعة، ما أدى لموجة غضب واحتجاجات كبيرة لأنصاره الذين اقتحموا القصر الرئاسي والمنطقة الخضراء، في مشهد غير مسبوق بالبلاد.

مقتل أكثر من 40 شخصاً وإصابة 700 آخرين باشتباكات بالمنطقة الخضراء وسط بغداد

وشهدت المنطقة الخضراء شديدة التحصين وسط العاصمة بغداد، اشتباكات عنيفة بين “سرايا السلام” الجناح العسكري للتيار الصدري، مع جهات أخرى، إضافة لاشتباكات بين قوات أمنية ومتظاهرين، وقالت وسائلات إعلام عراقية بأن ما يقارب 45 شخصاً قتلوا واصيب 700 آخرون، خلال هذه المواجهات.

بعد اتجاه الأمور لحرب أهلية.. الصدر يندد “بثورة تياره” ويطالب أنصاره بالانسحاب من الشارع

وخارج العاصمة، اقتحم أنصار التيار الصدري مكتب مجلس النواب في محافظة كربلاء، كما أظهرت صور محاصرة أنصار التيار الصدري محكمة الاستئناف في محافظة ميسان، مع إغلاق مداخل ميناء أم قصر بالبصرة, ومقر مبنى محافظة ذي قار.

ونظراً لاتجاه الأمور نحو حرب أهلية وتصعيد أكبر، أعلن الزعيم الصدري، تبرأه من كل من لم ينسحب من الشارع، وأشار إلى أنه كان يأمل أن تكون الاحتجاجات سلمية وتحافظ على مؤسسات الدولة، وشدد أنه ينتقد “ثورة التيار الصدري”، وأكد أن قراره باعتزال العمل السياسي نهائي.

ترحيب بدعوى الزعيم الصدري .. والسلطات تبدأ برفع الحظر الكلي في البلاد

ورحبت الرئاسة العراقية ورئاسة الوزراء ببيان الصدر، وانسحاب عناصر التيار الصدري من الشارع، وشددوا على أن الأمن والأمان مسؤولية الجميع، بينما تتجه السلطات العراقية لرفع الحظر الكلي في البلاد والعاصمة مع انسحاب عناصر التيار من الشارع.

الخلافات حول تشكيل الحكومة واختيار رئيس للوزراء كانت وراء الأزمة العراقية إلى جانب التدخلات الخارجية

وبعد عام تقريباً على انتهاء الانتخابات البرلمانية العراقية، وحصد التيار الصدري النسبة الأكبر في البرلمان، إلا أن خلافات بين أحزاب وكتل سياسية عراقية حالت دون تشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس، حيث كان الصدر يطالب بحكومة أغلبية كون تياره حصد النسبة الأكبر من الأصوات، بينما كان الإطار التنسيقي يطالب بحكومة توافقية، ومن هنا بدأت الخلافات والأحداث في العراق حتى وصلت لانسحاب الصدر من البرلمان وأخيراً إعلانه لاعتزال العمل السياسي.

كما أن للتدخلات الخارجية في العراق، من تركيا والناتو ودول الخليج وإيران حالت دون اتفاق الكتل والأحزاب السياسية على إنهاء المشكلة وتشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس.

قلق دولي من الأحداث التي شهدها العراق .. ودعوات للحوار السلمي والجلوس لطاولة التفاوض لحل الخلافات

وعبرت دول حول العالم عن قلقها من تسارع الأحداث في العراق واحتمالية أن تنجر البلاد لحرب أهلية جديدة، وعلى رأسها الولايات المتحدة ومصر، اللتان أبدتا استعدادهما للمساندة في حل الأزمة، كما طالبت الأمم المتحدة من جميع الأطراف ضبط النفس والاحتكام إلى المفاوضات لحل الخلافات.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى