تحول البادية إلى ساحة تنافس للمصالح والاستراتيجيات بين روسيا وإيران

اشتد التنافس بين روسيا وإيران على البادية السورية، بعد أن عززت الأخيرة وجودها العسكري هناك، ما دفع روسيا إلى إطلاق حملة استقطاب واسعة لمصلحة الجزء الموالي لها من قوات حكومة دمشق اللواء الثامن وتوسيع نفوذه أكثر ضمن هذه المنطقة الاستراتيجية في الصراع والمصالح.

كثر الحديث مؤخراً عن إرسال تعزيزات عسكرية ايرانية وروسية إلى البادية السورية بحجة محاربة مرتزقة داعش، فيما يبدو من تلك التحركات أن هناك صراع بين الروس والإيرانيين لرسم مناطق نفوذ ذات أهمية اقتصادية في تلك المنطقة.

ومنذ أكثر من عامين كثف مرتزقة داعش عملياتهم ونشاطهم في البادية، مستهدفين حقول نفط وغاز ومواقع لحكومة دمشق ومواليها، وعلى الرغم من الغارات الروسية المكثفة على المواقع التي يتوارون بها، والدعم الذي تقدمه لقوات حكومة دمشق، إلا أنهما لم يستطيعا القضاء على بقايا داعش هناك.

وبالتزامن مع الحديث عن تحضيرات لعملية عسكرية تستهدف مخابئ مرتزقة داعش في البادية السورية من قبل كل من حكومة دمشق والمجموعات الإيرانية الموالية لها، بعد تعزيز الفرقة الرابعة لوجودها العسكري هناك، بدا أن روسيا مصممة على اتخاذ مزيد من الإجراءات التي تقلص نفوذ إيران، وهو ما تجلّى في حملة استقطاب واسعة لمصلحة اللواء الثامن، الموالي لروسيا، في مناطق تُعتبر من مناطق النفوذ الإيرانية.

وأورد المرصد معلومات عن تكليف الروس شخصيات بـ “تقديم ضمانات ومغريات” لنازحين من منطقة تدمر، يقيمون حالياً في مناطق سيطرة الاحتلال التركي كي يعودوا إليها وينتسبوا للواء الثامن، وهو أمر تكرر أيضاً مع نازحين من منطقة السخنة يقيمون في شمال وشرق سوريا.

وتحدث المرصد أيضاً عن سعي روسيا إلى استقطاب مجندين يعملون حالياً ضمن المجموعات الإيرانية “في إطار الحرب الباردة بين الروس والإيرانيين في سوريا”.

إعلامياً، يتم إظهار أن جميع هذه التحشيدات العسكرية في البادية السورية هي لمواجهة داعش، ولكن يبدو أن هناك تنافساً بين روسيا وإيران لبسط النفوذ.

وتحظى البادية السورية الواقعة شرق سوريا على الحدود المشتركة مع العراق، وصولاً إلى الجنوب الشرقي في منطقة الحدود مع الأردن، بأهمية استثنائية حيث تقدر مساحة تلك المنطقة بنحو 60 ألف كيلومتر مربع.

وتنبع أهمية البادية من كونها تضم أراضي من المناطق الشرقية لمدينة السويداء، وحمص، وريف دمشق، وصولاً إلى جنوب وشرق مدينة دير الزور، وهي مناطق غنية بالنفط والغاز.

في حين تتقاسم قوات حكومة دمشق مع حليفيها إيران وروسيا، السيطرة على حقول “الخراطة” و”التيم” و”الورد” في دير الزور، وكذلك “حقل الشاعر” الواقع في ريف حمص الشرقي والذي ينتح نحو ألفي برميل يومياً، بالإضافة إلى حقول غاز في المنطقة الوسطى بحمص وحماة والبادية السورية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى