تركيا تعمل على “ورقة اللاجئين الأفغان” لإقناع العالم بسياساتها الاحتلالية في الشرق الأوسط

بعد الكشف عن هجرة آلاف الأفغان من بلادهم بسبب الحرب وتقدم طالبان، أفادت مصادر من مدينة كري سبي/تل أبيض، أن تركيا وطنت عدد من العوائل الأفغانية في منازل المهجرين بالمدينة، وأبدت المصادر مخاوفها من أن تكون هذه الخطوة الأولى لتوطين أشمل، حيث ستسعى أنقرة للعب على ورقة اللاجئين الأفغان لإقناع العالم بسياساتها الاستعمارية.

مع الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، بدأت حركة طالبان بالتقدم أكثر فأكثر على حساب القوات الأفغانية، وباتت على مقربة من العاصمة كابول .. التقدم العسكري هذا، دفع بالكثيرين لمغادرة البلاد والتوجه للدول المجاورة ثم الوصول إلى تركيا.

وسائل إعلامية: الآلاف من المهاجرين الأفغان يغادرون إلى تركيا

وكشفت القناة الألمانية دي دبليو DW، نقلاً عن مراسلها في أفغانستان، أن أصحاب رؤوس الأموال والمتعلمين يغادرون أفغانستان من خلال المنح الدراسية أو الاستثمار، ويذهبون إلى البلدان المجاورة وتركيا، وأشارت القناة إلى أن قوافل من الناس خرجت من أفغانستان، بحثاً عن ظروف معيشية أفضل.

وتقول القناة الألمانية، أن هجرة الأفغان زادت كثيراً إلى إيران ومنها إلى تركيا، وأكد رئيس فرع ولاية “وان” لجمعية حقوق الإنسان، محمد كاراتاش، الأنباء الواردة بمغادرة ألف أفغاني من إيران ووصولهم لتركيا بشكل شبه يومي بطرق غير شرعية.

وتناقل رواد التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لعدة قوافل من الناس وهم يهاجرون من أفغانستان للدول المجاورة بطرق غير شرعية.

وبحسب التقارير الإعلامية، فإن اللاجئين الأفغان باتوا في المرتبة الثانية بعد السوريين المتواجدين على الأراضي التركية، هؤلاء اللاجئون الذين استخدمتهم تركيا كورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي لتمرير سياساتها في المنطقة.

مصادر خاصة من كري سبي: تركيا وطنت عدداً كبيراً من العائلات الأفغانية في منازل المهجرين بالمدينة

مصادر من مدينة كري سبي/تل أبيض المحتلة، أكدت أن قوات الاحتلال التركي قامت بتوطين عدد كبير من العوائل الأفغانية في منازل المهجرين، ولم ترد بعد الإحصائيات الدقيقة لعدد المستوطنين الجدد في كري سبي، وأشارت المصادر إلى أن العوائل جاءت من الداخل التركي بالتزامن مع الحديث عن هجرة الأفغان من بلادهم ودخولهم لتركيا من إيران والدول المجاورة.

مخاوف من عمليات توطين أكبر لمهاجرين أفغان في كري سبي والمناطق المحتلة شمال سوريا

وأبدت المصادر خشيتها من أن يتم توطين العائلات الأفغانية المهاجرة بسبب الحرب في المناطق المحتلة من شمال سوريا، حيث سبق وأن وطنت تركيا عائلات مرتزقتها الأجانب إضافة إلى المئات من العوائل الفلسطينية في منازل المهجرين بعفرين وسري كانيه وكري سبي / تل أبيض.

وهذا السيناريو تكرر سابقاً أيضاً عندما وطنت تركيا آلاف القرغيزيين والأفغان في منطقة كليه زيلان التابعة لمنطقة أرديش في إقليم وان كذلك ملاتيا وأرزروم في شمال كردستان في ثمانينيات القرن الماضي.

سياسيون: تركيا ستلعب على ورقة اللاجئين الأفغان لإقناع العالم بتمرير سياساتها في سوريا ودول المنطقة

و ترجح أوساط سياسية أن تركيا ستتخذ من اللاجئين الأفغان، كورقة ضغط جديدة على الاتحاد الأوروبي والعالم للموافقة على سياساتها في سوريا ودول المنطقة، وإمكانية إضفاء الشرعية على احتلالها للمناطق السورية الشمالية ومساندتها في توطين السوريين والأفغان ضمن ما تسميها “بالمنطقة الآمنة”، لإغلاق الباب أمام أي موجة جديدة من المهاجرين قد تتجه صوب أوروبا من تركيا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى