تشبيح وتشليح..قوات حكومة دمشق من أكثر الهياكل فساداً في سوريا

ترسخ حكومة دمشق مثلها مثل دولة الاحتلال التركي، ثقافة التشبيح والتشليح والارتزاق لدى مجنديها؛ في وقت لا يملك فيه جيشها أي قوة أو تأثير على الأرض، إلا أنه من أكثر الهياكل فساداً في الدولة.

صنفت منظمة “الشفافية الدولية” في آخر تقرير سنوي صادر عنها لعام 2022 سوريا في المرتبة قبل الأخيرة في قائمة مؤشر الفساد العالمي، والذي يرصد حالتي الشفافية والفساد، في 180 دولة حول العالم.

في وقت لا يملك فيه ما يسمى “جيش” حكومة دمشق أي قوة أو تأثير على الأرض، إلا أنه من أكثر الهياكل فساداً لدى حكومة دمشق التي تحكم مناطق سيطرتها بالحديد والنار، وتتركز ممارسات قواتها على التجاوزات بحق السوريين.

حسام الأحمد، اسم مستعار لأحد المجندين قسراً ضمن صفوف قوات حكومة دمشق، قال خلال حديثه مع وكالة أنباء هاوار إنه تم سوقه إلى “الخدمة الإلزامية” بينما كان يعيش في أحد الأحياء الشرقية لمدينة حلب مع عائلته عام 2020.

ويعتبر “التفييش” أمراً دارجاً ضمن قوات حكومة دمشق، حيث يتلقى الضباط الرشاوى مقابل منح الإذن للعناصر للمكوث في البيت وأخذ تفقدهم لا حضورياً، تصل إلى المليونين ليرة سورية شهرياً.

يشير حسام أنهم في قطعتهم العسكرية القريبة من برج بث لشركة “سيرتيل” يتلقون يومياً حبتين من البطاطا وبيضة واحدة كغداء وفطور وعشاء، دون أي شيء آخر، كما أن راتبهم الشهري كمجندين على خط الصفر يبلغ 45 ألف ليرة سورية أو ما يعادل (5 دولارات أميركية).

أما عن طرق تيسير أمورهم يقول حسام إن نقطته بعيدة عن أماكن تجمّع المدنيين أو الطرق التي تمر منها السيارات والتي يمكن “أخذ النصيب” منها من رشاوى أو جزء من الحمولة، لذلك يلجؤون إلى سرقة المنازل المحيطة بنقطتهم، وأسلاك الكهرباء والحديد والنحاس وغيرها.

وتابع حسام حديثه بالإشارة إلى أن بعض العناصر قاموا بسرقة بطاريات تغذي برج اتصال لشبكة “سيرتيل” بهدف بيعها، وذلك بعد الاتفاق مع الضابط المرؤوس ومنحه نصف حق البطارية, وقد تم هذ الأمر مرتين متتاليتين.

وقال حسام بهذا الصدد “عاد عدد من العناصر لسرقة البطاريات الباهظة مرة ثالثة كونهم باتوا يعلمون بأنها صيد سهل المنال لتتفجر إحدى الألغام المزروعة بهم وتتسبب بفقدان أحدهم لحياته، وقتها كفوا عن الاقتراب من البرج، والمجند الذي فقد حياته تم إعلانه على أنه “استشهد، بينما كان يجابه جبهة النصرة”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى