تفاعلات مقتل المدرس الفرنسي بين أردوغان وماكرون.. هل امتدت إلى اعتداء مدينة نيس

أثارت التصريحات المتبادلة بين ماكرون وأردوغان عقب مقتل المدرس الفرنسي على يد تلميذه موجة من التوترات الموجودة أصلا في العلاقات الفرنسية – التركية, حيث يرى مراقبون أن أردوغان يسعى إلى إحداث شرخ في المجتمع الفرنسي بدت ملامحه تظهر من خلال اعتداء نيس. 

مفارقة جديدة حملها الاعتداء على كنيسة نوتردام في مدينة نيس الفرنسية والذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم امرأة تعرضت للذبح فيما أصيب آخرون كما تم اعتقال منفذ العملية بعد تعرضه لإصابة بالغة….. المفارقة هنا تتمثل بإلقاء القبض على منفذ الهجوم على خلاف العمليات السابقة التي تعرضت لها فرنسا خلال السنوات الماضية وهو ما قد يؤدي إلى التعرف على دوافع الاعتداء ومن يقف وراءه.

تقارير عدة تحدثت في وقت سابق عن دور الاستخبارات التركية في أوروبا من خلال استخدام القنصليات والمنظمات الإنسانية والإغاثية بالإضافة إلى أماكن العبادة والمؤسسات الدينية والتي باتت بالعشرات على امتداد القارة العجوز في ملاحقة معارضي النظام التركي هناك وتنفيذ المخطط الاستعماري لأردوغان وحزبه العدالة والتنمية المتمثل بإحداث شرخ داخل المجتمعات الأوروبية ولعل آخرها ماحدث في فرنسا من ذبح للمدرس الفرنسي على يد تلميذه الشيشاني ذو السبعة عشر عاما وماتبعه من تفاعلات تمثلت بحرب كلامية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأردوغان الذي دعا إلى مقاطعة البضائع الفرنسية.

خطاب الكراهية مصطلح يختصر السياسة التركية المتبعة في أوروبا والتي تشمل كافة أشكال التعبير التي تنشر وتحرض وتبرر الكراهية العرقية بين مكونات المجتمع الواحد والقائمة على عدم قبول الآخر بالإضافة إلى فكرة معاداة الحكومات الأوروبية للمهاجرين وذوي الأصول المهاجرة, كل ذلك عمد النظام التركي إلى زرعه في عقول الكثير من المواطنين الأوروبين من ذوي الأصول الإسلامية أو الإفريقية والآسيوية مما أدى في السنوات الأخيرة لحالة من التطرف والإرهاب في الدول الأوروبية متمثلة بعشرات عمليات القتل والذبح.

ويرى مراقبون أن السياسة التركية المتبعة في أوروبا من شأنها أن تقوّي الخطاب المتشدد، فهي قد تجلب على الجاليات المسلمة في الغرب متاعب كثيرة لكنها بالتأكيد ستمثل خير هدية للمتطرفين في الشرق الأوسط من أنصار داعش والقاعدة وجماعة الإخوان المسلمين لإعادة الصراع مع الآخر إلى البعد الديني وما يتبعه من رواج للتكفير وفتاوى الجهاد والتفجيرات والاغتيالات…. كل ذلك سيضع النظام التركي الآن في موقع لايحسد عليه من خلال إعطاء تركيا لصبغة الدولة الدينية العثمانية التي تستهين بالقيم والحقوق المعترف بها دوليا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى