كشفت تقارير صحفية اليوم الجمعة, عن تأجيل اللقاءات المقررة عقدها بين المسؤولين المصريين ونظرائهم الأتراك, حول خطوات المصالحة بين البلدين, بعد استمرار أنقرة بسياساتها العدائية في الدول العربية, وخاصة فيما يخص الأزمة الليبية.
خطوات مصالحة ميتة قبل أن تولد.. قد يكون هذا الوصف هو الأمثل للعلاقات بين مصر والنظام التركي, وخاصة مع استمرار أنقرة التي تدعم الإخوان المسلمين, بسياساتها الاستعمارية تجاه الدول العربية, كسوريا وليبيا, وغيرها من الملفات.
تقارير صحفية ذكرت أن اللقاءات التي كانت مقررة بين الجانبين المصري والتركي, قد تأجلت، وذلك بعد أيام من حديث تلفزيوني لوزير الخارجية المصري سامح شكري, أشار فيه إلى بلاده تقيم السياسات التركية, بناء على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والاحترام المتبادل, في إشارة إلى التدخلات التركية في ليبيا, والتي كانت بالتأكيد محلا للنقاش بين رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل , والقائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر, خلال لقائهما في مدينة بنغازي يوم أمس.
محللون مصريون: القاهرة بدأت تكتشف أن أنقرة تتعامل مع ليبيا باعتبارها إحدى الولايات العثمانية
مراقبون مصريون رجحوا أنّ تكون أسباب تأجيل الاجتماعات بين الدولتين, عائدة إلى مجموعة من الأسباب، على رأسها الزيارة التركية المفاجئة إلى طرابلس, والتي قام بها كل من وزراء الدفاع والداخلية والخارجية , إلى جانب رئيس جهاز المخابرات ومدير الاتصالات الرئاسية في النظام التركي, دون إعلام الجانب الليبي, فيما يعتبر بقاء القوات التركية ومرتزقتها في الأراضي الليبية أحد الأسباب المحتملة الأخرى لتأجيل المصالحة المصرية – التركية, وخاصة أنّ القاهرة تعتبر التدخلات التركية, عاملا مؤثرا على الانتخابات الليبية المزمع إجراؤها نهاية العام الجاري, ناهيك عن أنّ الوضع الليبي يشكل قضية مهمة جدا للسياسة المصرية، ولا يمكن التهاون فيها, يقول مراقبون, وخاصة أن القاهرة كانت تعتقد أن تفاهماتها التي جرت مؤخرا مع تركيا ستنعكس على الوضع في ليبيا, إلا أنها بدأت تكتشف الآن أن تركيا تتعامل مع ليبيا باعتبارها ضمن الولايات العثمانية الجديدة.. كل ذلك يأتي في ظل معلومات صادمة لليبيين, تكشف دعوة رئيس النظام التركي أردوغان, لنظيره الأذربيجاني, إلى التنقيب عن النفط في ليبيا, حسب وسائل إعلام , الأمر الذي يؤكد تمدد النظام التركي الملحوظ في ليبيا.
