ثلاثة وأربعون عاماً على مجزرة جرنك والاحتلال التركي يواصل ارتكاب المجازر بحق الكرد

في مثل هذا اليوم الـثاني عشر من كانون الأول من عام ألف وتسعمئة وثمانين، هاجمت الاستخبارات التركية وبدعم وتعاون من مخابرات حكومة دمشق، منزلاً في حي جرنك بمدينة قامشلو، وارتكبت مجزرة بحق مسؤولين كبار في منظمة “كاوا” وأصحاب المنزل الذي كانوا يبيتون فيه، راح ضحيتها ستة عشر مواطناً كردياً بينهم جنين كان لا يزال في بطن والدته.

في ليلة الثاني عشر من شهر كانون الأول عام ألف وتسعمئة وثمانين قامت مجموعة من دائرة الحرب الخاصة التابعة للقيادة العامة لجيش الاحتلال التركي وبالتعاون مع مجموعة من مخابرات حكومة دمشق وبعض المتواطئين الكرد بمهاجمة أحد المنازل في حي جرنك بمدينة قامشلو، وقتل جنود الاحتلال التركي (ستة) كوادر من تنظيم كاوا و(تسعة) من أفراد العائلة التي كانوا يبيتون لديهم.

وراح ضحية هذه المجزرة عضو اللجنة المركزية لمنظمة (كاوا) حسين أرسلان، عضو اللجنة العسكرية للمنظمة محمد أمين مولتو، مسؤولة لجنة المرأة في المنظمة نجلى باكسي (وكانت حامل بجنينها في الشهر الرابع) وأعضاء المنظمة محمد دورسون، مسلم يلدز وحسان أتيش، إضافة إلى أصحاب المنزل رمضان كاب رش وأبنائه: آزاد، حنيفة، شكرو، خوشناف، أمينه، عبد الكريم، وفرهاد كريم وكاوا كريم.

الهجوم بدأ في الساعة العاشرة مساء، بمحاصرة استخبارات الاحتلال ومخابرات حكومة دمشق للمنزل، ومن ثم تم إلقاء القنابل عليه وإطلاق الرصاص من جميع الجهات وقتل من كانوا فيه، وبعد مرور خمس دقائق فقط كانت النيران تشتعل فيه.

ونجا من المجزرة ثلاثة أشخاص فقط، هم طفل ورضيع من أبناء عائلة كاب رش وشخص يدعى هيبت أجيكغوز والذي أصيب بـأربع عشرة رصاصة وعدد من شظايا القنابل التي هاجم بها جيش الاحتلال المنزل، حيث أخرجه الأهالي من تحت الركام ونقلوه إلى المشفى، وبعد فترة من العلاج اعتقلته قوات حكومة دمشق ونقلته إلى سجن الحسكة ومن هناك إلى سجن حلب، وأخيراً إلى سجن في دمشق، فقد كانت تنوي تسليمه للفاشية التركية رغم أنها كانت على خلاف معها حينها مقابل تسليمها بعض المطلوبين من الإخوان المسلمين.

هذا الهجوم حصل بعد انقلاب الثاني عشر من أيلول في تركيا، حيث كانت الفاشية التركية تلاحق كل كردي وطني، إذ كانت قد اعتقلت أيضاً الآلاف من كوادر حزب العمال الكردستاني، فمن استطاعت تصفيته قتلته، ومن لم تستطع نقلته إلى السجون من أجل القضاء على كل من يلفظ كلمة كردي.

والآن ورغم مرور أربعة عقود على تلك المجزرة، لا تزال دولة الاحتلال التركي تمارس نفس السياسات وترتكب مجازر الإبادة بحق الكرد عبر شن الهجمات عليهم واستخدام الأسلحة الكيماوية والنووية التكتيكية المحرمة دولياً في قصفهم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى