حرب الغاز تشتعل.. روسيا تقطع الإمدادات عن لاتفيا

شتاء قارس ينتظر القارة العجوز، في ظل تضييق روسيا الخناق على الدول الأوروبية، عبر قطع أو خفض إمدادات الغاز الطبيعي في أنبوب نورد ستريم، وكان آخرها إعلان شركة غاز بروم الروسية إيقاف شحنات الغاز إلى لاتفيا.

بينما كان العالم، يعاني من أزمة سلاسل توريد مرتبطة بالغذاء وقبلها المواد الخام، انتقل التحدي اليوم إلى قطاع الطاقة وبالتحديد الغاز الطبيعي، بعد أن اتخذ الاوروبيون موقفاً مناهضاً لموسكو في تحركها العسكري ضد جارتها أوكرانيا.

ويسلط إيقاف مجموعة غاز بروم الروسية العملاقة، شحنات الغاز اليوم السبت، إلى لاتفيا، الضوء على معاناة أوروبا في تأمين الطاقة اللازمة لها خلال الشتاء المقبل.

وانخفضت شحنات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط أنابيب “نورد ستريم” بنسبة 20% يوم الأربعاء الماضي، ما عزز خطر حدوث نقص خلال فصل الشتاء المقبل في العديد من الدول الأوروبية، بعد أن كانت روسيا قد خفضت حجم شحناتها مرتين في حزيران الماضي.

وتتهم الدول الغربية موسكو باستخدام الغاز كسلاح في وجه دعمهم العسكري لأوكرانيا، ولكن موسكو تتحجج عند تخفيض التوريدات بأن خط الأنابيب لا يمكن أن يعمل بشكل طبيعي بدون توربين تم إصلاحه في كندا ولم يُعد إلى موسكو بسبب العقوبات التي فرضها الغربيون في أعقاب التحرك العسكري الروسي في أوكرانيا.

ومنذ بدء العقوبات الغربية على روسيا، خفضت موسكو من صادرات الغاز إلى أوروبا ولا سيما ألمانيا وإيطاليا، كما أوقفت شركة غازبروم تسليم الغاز لعدد من العملاء الأوروبيين الذين رفضوا الدفع بالروبل.

أوروبا تبحث عن بدائل تجنباً لـ”شتاء قارس”

ومن واشنطن غرباً إلى الشرق الأوسط. يجوب قادة الاتحاد الأوروبي دول العالم، بحثاً عن إمدادات الغاز، إلى جانب قيام بعض دول الاتحاد بإعادة إحياء محطات تعمل بالفحم، في محاولة لتوفير كميات من الغاز لفصل الشتاء المقبل.

ومن شأن قطع روسيا لإمدادات الغاز إجبار الحكومات الأوروبية على ترشيد الوقود والشركات لإغلاق المصانع، وهي خطوات قد تعرض آلاف الوظائف للخطر، وتتزايد المخاطر مع مواصلة روسيا بناء طرق إمدادات جديدة للغاز نحو الشرق.

الأوروبيون يدفعون كلفة الدعم الأميركي والبريطاني لأوكرانيا بالأسلحة في مواجهة روسيا

يبدو الصراع في أوكرانيا مرشح للتصاعد والتفاقم، بسبب تدفقات الأسلحة الأميركية والبريطانية إلى أوكرانيا، يقابلها استخدام موسكو لأسلحة دقيقة التوجه وفاعلة التأثير في الحرب، ويدفع الأوروبيون أكلاف هذا الصراع بإيقاف وتقليل توريدات الغاز والنفط مع قرب حلول الشتاء حيث يهدد الجنرال الأبيض الأوروبيين، في ظل ركود اقتصادي وتضخم مريرَيْن.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى