حلبجة..المجزرة التي لم تغادر صورها الأليمة الذاكرة

يصادف اليوم الذكرى الثالثة والثلاثون لمجزرة حلبجة في جنوب كردستان التي قام بها النظام البعثي والتي راح ضحيتها أكثر من خمسة آلاف شهيد ولا يزال الناجون منها يعانون من آثار الأسلحة الكيمياوية.

الجميع يعرف بأن مجزرة حلبجة وما تم الكشف عن فصولها الدموية لايمكن وصفها إلا بجريمة العصر والإبادة الجماعية التي اُرتكبت بحق أهالي حلبجة قبل ثلاثة وثلاثين عاما.

فبالرغم من مرور أكثر من ثلاثة عقود على المجزرة ، إلا أن الذاكرة وخاصة الكوردية منها لا زالت مليئة بمئات الصور المروعة التي نقلت المأساة، وأزهقت أرواح خمسة آلاف شخص معظمهم من النساء والأطفال في قصف بالطائرات بمختلف أنواع الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا… بأمر من صدام حسين، نفذ ابن عمه علي حسن المجيد عملية الهجوم الكيماوي على مدينة حلبجة، ليُعرف بعدها بـ علي الكيماوي حيث حلقت خمسون طائرة حربية فوق سماء المدينة، وفي تمام الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا في اليوم السادس عشر من آذار، تعرضت المدينة التي كان يقطنها أكثر من ثمانين ألف نسمة، لقصف بالصواريخ والقنابل لخمس ساعات متواصلة

فخلال الساعات الأولى، فقد أكثر من خمسة آلاف مدني حياتهم، بينهم أطفال ونساء وكبار في السن، وأصيب ما بين سبعة وعشرة آلاف آخرين بجروح.

المحكمة الهولندية والسويدية اعتبرتها إبادة جماعية

مجزرة حلبجة، لم تترك المجال أمام العالم لتحريف القوانين وأحكامها، لأن هذه المجزرة وافقت معايير اتفاقية الإبادة الجماعية لعام ثمانية وأربعين وتسعمئة وألف في التعريف بالإبادات الجماعية.

إذ عدّت المحكمة الهولندية مجزرة حلبجة مستوفية الشرط المنصوص عليه في اتفاقيات الإبادة الجماعية بوصفها جماعة عرقية من الناحية القانونية.

وفي الخامس من كانون الأول عام ألفين واثني عشر، أقر البرلمان السويدي أن مجزرة حلبجة هي إبادة جماعية بحق الكرد.

الحكم على منفذي المجزرة بالإعدام شنقا

وفُتح ملف المجزرة عقب اعتقال صدام حسين في كانون الأول ألفين وثلاثة حيث تمت محاكمته بتهمة الإبادة الجماعية في حلبجة ضد الكرد وعديد من التهم الأخرى، وأُعدم شنقاً في الثلاثين من كانون الأول في عام ألفين وستة.

كما حُكم على علي حسن المجيد الملقب بـ( علي الكيماوي) بالإعدام شنقاً، و نفذ الحكم بحقه عام ألفين وعشرة ، وسُلّم الحبل الذي شُنق به إلى بلدية حلبجة.

مجزرة ما زالت آثارها تظهر على أجساد الأجنّة

هذا ولا تزال مدينة حلبجة تعاني من آثار القصف، حيث يُولد العديد من الأجنة إلى الآن بعاهات جسدية، نتيجة تأثير المواد الكيماوية التي استخدمت قبل ثلاثة عقود.

وبعد ثلاثة وثلاثين عاما من مجزرة حلبجة، استخدم الكيماوي أيضاً من قبل الحكومة السورية وماتعرف بالمعارضة ضد المدنيين في أكثر من منطقة، بالإضافة إلى استخدم النظام التركي للأسلحة المحرمة في غزوه لمدينة سري كانيه وعفرين وسط صمت دولي مطبق.

https://fb.watch/4ggbCy_evT/

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى