حلبجة .. مجزرة لم تغادر صورها الأليمة الذاكرة

تصادف اليوم الذكرى الثانية والثلاثين لمجزرة حلبجة، التي قام بها النظام البعثي بحق المدينة الكردية في جنوب كردستان،حيث راح ضحيتها أكثر من خمسة آلاف شهيد.

رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على مجزرة حلبجة، إلا أن الذاكرة وخاصة الكوردية منها لا زالت مليئة بمئات الصور المروعة التي نقلت المأساة، وأزهقت أرواح خمسة ألاف شخص معظمهم من النساء والأطفال في قصف بالطائرات بمختلف أنواع الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا.

ومن تلك الصورالأكثر تاثيرا على مستوى العالم كانت صورة الأب الكردي الذي يحتضن رضيعه الوحيد بكلتا يديه في محاولة للوصول به إلى بر الأمان، لكنه سقط أمام باب داره شهيدا مع صغيره الذي كان ينتظر ولادته بعد سبع بنات.

بأمر من صدام حسين، نفذ ابن عمه علي حسين مجيد عملية الهجوم الكيماوي على مدينة حلبجة، ليُعرف بعدها بـ علي الكيماوي حيث حلقت خمسون طائرة حربية فوق سماء المدينة التي تقع على الحدود العراقية الإيرانية.

وفي تمام الساعة الحادية عشر والنصف صباحا من يوم السادس عشر من آذار، تعرضت المدينة التي كان كان يقطنها ثمانون ألف نسمة، لقصف بالصواريخ والقنابل لخمس ساعات متواصلة،

فخلال الساعات الأولى، فقد أكثر من خمسة آلاف مدني حياتهم، بينهم أطفال ونساء وكبار في السن، وأصيب ما بين سبعة وعشرة آلاف آخرين بجروح.

المحكمة الهولندية والسويدية اعتبرتها إبادة جماعية

مجزرة حلبجة، لم تترك المجال أمام العالم لتحريف القوانين وأحكامها، لأن هذه المجزرة وافقت معايير اتفاقية الإبادة الجماعية لعام ثمانية وأربعين وتسعمئة وألف في التعريف بالإبادات الجماعية.

إذ عدّت المحكمة الهولندية مجزرة حلبجة مستوفية الشرط المنصوص عليه في اتفاقيات الإبادة الجماعية بوصفها جماعة عرقية من الناحية القانونية.

وفي الخامس من كانون الأول 2012، أقر البرلمان السويدي أن مجزرة حلبجة هي إبادة جماعية بحق الكرد، كما اعترفت غيرها من المحاكم.

الحكم على منفذي المجزرة بالإعدام شنقا

وفُتح ملف المجزرة عقب اعتقال صدام حسين في كانون الأول ألفين وثلاثة.

حيث تمت محاكمته بتهمة الإبادة الجماعية في حلبجة ضد الكرد، وأُعدم شنقاً في الثلاثين من كانون الأول في عام ألفين وستة.

كما حُكم على علي حسن المجيد الملقب ب( علي كيماوي) بالإعدام شنقاً، و نفذ الحكم بحقه عام ألفين وعشرة ، وسُلّم الحبل الذي شُنق به إلى بلدية حلبجة.

مجزرة ما زالت آثارها تظهر على أجساد الأجنة

هذا ولا تزال مدينة حلبجة تعاني من آثار القصف ، حيث يُولد العديد من الأجنة إلى الآن بعاهات جسدية، نتيجة تأثير المواد الكيماوية التي استخدمت فبل ثلاث عقود.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى