حلبجة والأنفال..محاولات لإبادة وإنهاء الوجود الكردي في جنوب كردستان والعراق

يصادف اليوم الـ16 من آذار الذكرى السنوية الـ36 لمجزرة الكيماوي التي ارتكبها نظام صدام حسين في مدينة حلجبة في إقليم جنوب كردستان، والتي راح ضحيتها الآلاف من أبناء الشعب الكردي، حيث تندرج هذه المجزرة في إطار استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها القوى الرأسمالية ووكلائها في المنطقة بحق الشعب الكردي.

على الرغم من مرور 36 عاماً على واحدةٍ من أبشع المجازر ضد الإنسانية التي عاشها الشعب الكردي “مجزرة حلبجة”، تستمر القوى والأنظمة الدكتاتورية في مساعي إبادة الكرد باستخدام الأسلحة الكيماوية والنووية وعلى رأسها الاجتلال التركي.

نظام صدام حسين اتبع سياسة “الأرض المحروقة” في حلبجة ومحاولة إبادة الكرد

ويصادف الـ16 من آذار من كل عام ذكرى مجزرة حلبجة التي تعرضت لهجومٍ كيماوي ضمن حملة “الأنفال” التي بدأها نظام صدام حسين عام 1986 لتنفيذ إحدى أبشع جرائم القرن العشرين بحق المواطنين الكرد في جنوب كردستان، ومحاولة إبادة المكون الكردي في العراق.

واتبع النظام العراقي سياسة “الأرض المحروقة”، لإنهاء القضية الكردية، كما عمل على إفراغ الكثير من المناطق الكردية من سكانها واعتقال الرجال والشباب منهم ونقل النساء إلى “مجمعات”.

مجزرة حلبجة..182 ألف شهيد وحرق وتهجير 2000 قرية

وكان وزير الدفاع العراقي الأسبق علي حسن المجيد الذي لقّبَ عقب الهجوم بـ”علي الكيماوي” أحد أبرز وجوه نظام صدام حسين، والعقل المدبر للهجوم الكيمياوي ضد حلبجة وحملة الأنفال.

وأشارت الإحصائيات إلى أن ضحايا هذه الجرائم بلغت (182,000) شخصاً، كما قام النظام العراقي بحرق وتدمير أكثر من ألفي قرية مأهولة بالسكان وتهجير أهلها لمناطق أخرى.

أكثر من 50 طائرة حربية شاركت في إمطار حلبجة بالمواد الكيماوية والسامة

المجزرة بدأت في الساعة الـ11 والنصف صباحاً، حيث حلقت 50 طائرة حربية عراقية في سماء مدينة حلبجة التي كان يقطنها في ذاك الوقت 80 ألف نسمة، وبدأت بإمطار المدينة بالصواريخ والقنابل لخمس ساعات متواصلة، من الحملة الكيماوية والسامة على رؤوس المدنيين.

وبعد القصف، غرقت مدينة حلبجة في سبات طويل، فلم يُسمع فيها حفيف أو صوت ولم تُرى أي حركة، وغاب أثر الحياة، بحسب ما يقوله من عاشوا تلك الأيام ونجوا من الإبادة.

فقدان 5 آلاف مدني حياته خلال الساعات الأولى للإبادة الجماعية في حلبجة

وخلال الساعات الأولى للمجزرة فقد أكثر من 5 آلاف مدني حياته بينهم أطفال ونساء وكبار السن، وأصيب ما يصل لـ10 آلاف شخص بضيق تنفس وأمراض أخرى استمرت أعواماً ما بعد المجزرة.

واعتبر الهجوم الكيماوي الذي شنته القوات العراقية التابعة لنظام صدام حسين، على حلبجة أسوأ مذبحة تشهدها البلاد، حيث كانت الجثث ملقاة في كل مكان.

العفو الدولية جمعت أسماء 17 ألف شخص اختفوا بعد المجزرة والمئات لايزالون في عداد المفقودين

وبعد سنوات جمعت منظمة العفو الدولية أسماء أكثر من 17 ألف شخص اختفوا عام 1988 من مدينة حلبجة في القصف الكيماوي والأنفال، فيما ما يزال هناك المئات من المفقودين، بحسب ما نشرته المنظمة على موقعها الرسمي.

البرلمان النمساوي اعترف بإن مجزرة حلبجة إبادة جماعية ضد الشعب الكردي

وكان البرلمان النمساوي اعترف في اجتماع له العام الماضي، بأن مجزرة حلبجة تعد “إبادة جماعية” ارتكبها نظام صدام حسين، وذلك بقرار وافق عليه البرلمان بالإجماع.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى