شدد خبراء ومراقبون على أنه لا حل للسودان دون الحكم الفيدرالي؛ نظراً لما تتمتع به من تنوع قبلي وثقافي يجعل من الفيدرالية حلاً لكل الأزمات التي تعانيها البلاد, مؤكدين أن الشعب السوداني بمعظم قطاعاته يؤيدون الفيدرالية.
بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الصراع المسلح الذي تشهده البلاد بين قوات الجيش والدعم السريع، والذي أدي لتردّي الوضع الإنساني في البلاد بشكل كبير, طرح قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، الملقب بـ حميدتي، مبادرة لتأسيس دولة سودان الجديدة، والتي تعتمد على انتهاج الفيدرالية كنظام للحكم السياسي في البلاد, مؤكداً أن قواته شبه العسكرية منفتحة على وقف طويل الأمد لإطلاق النار مع الجيش.
وبعيداً عن مبادرة حميدتي، فإن هناك شبه إجماع بين خبراء وسياسيين, حول ضرورة تطبيق الحكم الفيدرالي باعتباره طوق نجاة للسودان من كل المشاكل الحالية والمستقبلية.
خبراء ومراقبون: الحكم الفيدرالي في السودان تعتبر أنسب طرق الحكم
وفي السياق, أكد الباحث والمحلل السياسي السوداني، سليمان السباعي، أن الحكم الفيدرالي في السودان تعتبر أنسب طرق الحكم, سواء من ناحية المساحة الجغرافية أو من ناحية التعدد القبلي واختلاف الثقافات داخل البلد الواحد، فضلاً عن تنوع الموارد فيها.
وأكد السباعي أن جميع المراقبين والمحللين والمتابعين للوضع في السودان يؤيدون فكرة الحكم الفيدرالي، مؤكداً أن الشعب السوداني بمعظم قطاعاته يؤيد الفيدرالية لأن أفضل فترات السودان كانت تحت الحكم الفيدرالي”.
خبراء ومراقبون: الفيدرالية تمثل حلاً كبيراً للمشكلة السودانية
من جانبه، يرى رئيس مؤسسة النيل للدراسات الإفريقية والاستراتيجية، محمد عز الدين، أن الفيدرالية تمثل حلاً كبيراً للمسألة والمشكلة السودانية، مستدعياً تنفيذ فكرة الحكم الفيدرالي بكل حذافيرها وتفاصيلها.
وشدد عز الدين أنه “لا يمكن إقامة النظام الفيدرالي في ظل الوضع الراهن بالسودان وعدم وجود حكومة مركزية قوية, لافتاً إلى أنه لا يمكن الحديث عن الفيدرالية قبل توحيد الجيش ونزع سلاح الحركات المسلحة والقضاء على أي حركة تمرد في البلاد.
بدورها، ترى الإعلامية السودانية، هادئة الهواري، أن هناك رغبة متصاعدة وإرادة سياسية لمكونات غرب السودان وجنوبها وشرقها ووسطها حول رفع الظلم التاريخي لأبناء الشمال عليهم.
مؤكدة, أن تطبيق الفيدرالية حل حقيقي يضمن للبلاد نوعاً من الاستقرار, مشيرة إلى إن تقبّل فكرة الفيدرالية في السودان مرهون بحجم فهمها من الأوساط السودانية حتى من أبناء الشمال أنفسهم، كونهم قد جربوا هذه النخب منذ خمسينات القرن الماضي دون أي تقدم حقيقي على صعيد التنمية والاقتصاد والعدالة الاجتماعية وكرامة الإنسان السوداني والحريات”.
الأمم المتحدة تحذر: الحرب والجوع يهددان بتدمير كامل السودان
