خبراء ومهندسو بناء: وعود أردوغان بإعادة الإعمار السريع تنذر بوقوع كارثة أخرى

أكد مهندسون أن خطة أردوغان لإعادة الإعمار سريعاً بعد الزلازل المدمرة التي ضربت شمال كردستان وأجزاء من تركيا, تنذر بوقوع كارثة أخرى، ما لم تتم إعادة النظر بعناية في التخطيط لسلامة المباني.

أطلق زعيم الفاشية التركية أردوغان وعوداً بإعادة إعمار المناطق المنكوبة جراء الزلزال بسرعة، متجاهلاً أهمية التخطيط لسلامة المباني في بلد يذكره التاريخ كأحد أكثر المناطق نشاطاً على مستوى الزلازل.

وعود زعيم الفاشية أردوغان غير المحسوبة عرّضته للانتقادات وذكّر بتصريحات سابقة لوزراء ومسؤولين لطالما اتهموا النظام الحاكم بالسيطرة على قطاع الإنشاءات والتفريط فيه لصالح شركات صديقة، دون مراقبة أو اهتمام بضرورة الالتزام بمعايير السلامة.

فيما قال مهندسون معماريون ومدنيون إن خطة أردوغان لإعادة الإعمار سريعاً بعد الزلازل المدمرة التي ضربت بلاده تنذر بوقوع كارثة أخرى، ما لم تتم إعادة النظر بعناية في التخطيط لسلامة المباني.

وفي مواجهة الانتخابات المقررة في حزيران المقبل، تتعرض حكومة أردوغان لموجة من الانتقادات بسبب أسلوب تعاملها مع ما حدث من دمار، وما يقول كثيرون من الأتراك إنه نتاج سياسات على مدى سنوات أدت إلى تدمير عشرات الآلاف من المباني بسهولة.

وتسبّبت الزلازل التي وقعت في تركيا، والتي ضربت سوريا المجاورة أيضاً، في تشريد ما يربو على مليون شخص ومقتل عدد أكبر كثيراً من أحدث حصيلة رسمية بلغت 46 ألف شخص في كلا البلدين.

وقال خبراء إن الزلازل كشفت عن هشاشة البنية التحتية لتركيا؛ لأنها دمرت المباني الحديثة والقديمة، بما في ذلك مستشفيات ومساجد وكنائس ومدارس، وأضرت حتى بالمقابر مثل المقبرة المركزية بأنطاكيا التي سجلت اقتلاع أشجار وتحطم شواهد قبور.

وعلى مدى عشرين عاماً في السلطة، استغل أردوغان المشروعات العقارية الكبرى للحديث عن ازدهار تركيا الآخذ في النمو، ووفرت أعمال بناء المباني العامة والخاصة المزيد من الوظائف وزادت من المعروض في المساكن ودعمت نتائج التأييد له في استطلاعات الرأي.

وتشكل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تلوح في الأفق، أكبر تحد سياسي لأردوغان حتى الآن، بالنظر إلى أن أزمة تكلفة المعيشة ألقت بثقلها على الأتراك قبل وقوع الكارثة بوقت طويل.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى