دول الخليج ترفض مساعي واشنطن لفصل الحوار المتعلق بالنفط عن القضايا الخلافية

حسمت الإمارات امس موقفها بشكل قاطع بالتأكيد على أنها ملتزمة باتفاق أوبك+، وذلك ردا على ضغوط من الولايات المتحدة تريد أن تجلب أبوظبي إلى صفها في الدعوة إلى زيادة كميات النفط المعروضة في السوق والمساعدة على خفْض الأسعار.

كشف التدخل الروسي في أوكرانيا عن وجود شرخ في العلاقة بين الولايات المتحدة من جهة والسعودية والإمارات، حليفيها الرئيسيين في الشرق الأوسط، من جهة أخرى؛ حيث لم يبدِ البلدان أي تفهم لمطالب إدارة بايدن بالرغم من الاتصالات التي أجراها المسؤولون الأميركيون على مستويات مختلفة مع الرياض وأبوظبي.

وأكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي التزام بلاده بحصص إنتاج تحالف أوبك+، بعد ساعات من تصريحات سفير الإمارات لدى واشنطن يوسف العتيبة أوحت وكأن بلاده تؤيد زيادة الإنتاج للمساعدة على خفض الأسعار.

ويعتبر المراقبون من خلال تأكيد الإمارات موقفها الداعم لاتفاق أوبك+ رسالة واضحة مفادها أنها لن تتصرف بمعزل عن السعودية وروسيا.

وتقول الخبيرة في الشؤون الخليجية والباحثة في معهد مونتين الفرنسي آن غادال “هذا أكثر من تحوّل فعلي، هذه اللحظة هي بالتأكيد محطة مهمة في العلاقات الخليجية – الأميركية”. وتضيف أن دول الخليج “تدرك أنها بحاجة إلى التحضير لشرق أوسط مختلف، وأن ميزان القوى يتغيّر بشكل عام”.

ويتوقع المراقبون أن تتسع الفجوة بين الخليجيين وأميركا بمرور الوقت وتزداد تعقيدات الأزمة في ظل الحظر الأميركي على النفط الروسي وتلويح موسكو بردود قاسية قد يكون من بينها توظيف ورقة الغاز للضغط على أوروبا.

وتشهد أسعار النفط والغاز ارتفاعا كبيرا منذ بدء التدخل الروسي في أوكرانيا في الرابع والعشرين من شباط الماضي. وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء حظر واردات النفط والغاز الروسيين، ما يعني تفاقم الأزمة على الأرجح.

زيارة السيسي إلى الرياض تعكس رغبة البلدين في تنسيق المواقف المشتركة حيال الأزمة الأوكرانية

من جانب آخر تعبر زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الرياض الثلاثاء عن رغبة البلدين في تنسيق المواقف المشتركة حيال التأثيرات المتوقعة لعملية التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا على المنطقة العربية، حيث يمكن أن تتغير العديد من المعادلات الراهنة في ظل تشابكات مختلفة تربط القاهرة والرياض بمعسكري الأزمة.

ويقول مراقبون إن هناك فرصة لحدوث استدارة مصرية – سعودية كبيرة إذا تمكن الطرفان من تنسيق المواقف على أساس المصالح الحقيقية، فهذه لحظة تاريخية يمكن أن يطوى بموجبها أي تباين سياسي سابق وتصفى فيها الحسابات المعلقة الخاصة بأمن الخليج وحرب اليمن و التباعد في الأزمة السورية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى