زيادة المخاوف من العودة إلى شبح الصراع والاقتتال في ليبيا

يزداد المشهد السياسي في ليبيا تعقيداً في ظل الصراع المحتدم بين رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة و رئيس الحكومة الجديدة فتحي باشاغا وسط أنباء عن استعداد قوات تابعة لباشاغا لاقتحام العاصمة طرابلس, ودعوات أممية تشجع أعضاء حكومة الدبيبة على الاستقالة.

بعد فشل إجراء الانتخابات الليبية في موعدها المقرر في أواخر العام الفائت عادت مؤشرات الفوضى والعودة إلى المربع صفر بالظهور مجددا وكانت أولها إعلان مجلس النواب الليبي انتهاء ولاية حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيية وانتخاب فتحي باشاغا كرئيس جديد للحكومة الأمر الذي رفضه الدبيبة بالإضافة لرفضه تسليم السلطة لحين إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.

مايمهد بإعادة ليبيا إلى الانقسام وسط مخاوف من تجدد الصراع المسلح في البلاد لا سيما مع تواتر الأنباء بشأن دخول القوات التابعة لباشاغا المدعومة من قبل الجيش الوطني الليبي إلى العاصمة طرابلس في خطوة اعتبرها الغرب أنها مدعاة للقلق إثر تحشيدات عسكرية كبيرة للمجموعات المسلحة مما أدى لزيادة التوتر في طرابلس وما حولها.

عقب إعلان البعثة الأممية حيادها بشأن الصراع … وزراء في حكومة الدبيبة يقدمون استقالتهم

ومع ازدياد التوتر بين الأطراف المتصارعة على السلطة في ليبيا يقوم الوزراء بشكل تدريجي بتقديم استقالتهم من حكومة عبد الحميد الدبيبة وذلك عقب تصريحات أدلت بها المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز عبرت فيها عن حياد البعثة الأممية بشأن الصراع بين الدبيبة وباشاغا

وبحسب إعلام محلي ليبي أعلن وزير الخدمة المدنية عبدالفتاح الخوجة ووزير الدولة لشؤون الهجرة أجديد معتوق استقالتهما, وقال الخوجة ومعتوق، إن استقالتهما جاءت “احتراماً للقرار الصادر عن مجلس النواب بشأن تكليف فتحي باشاغا برئاسة الحكومة، ومنح الثقة للحكومة الجديدة”.

بدوره عبر وزير الدولة لشؤون المهجرين وحقوق الإنسان ووزير التعليم المكلف في حكومة الدبيبة أحمد أبو خزام عن استعداده لتسليم السلطة، في حين سبق لوزير النفط محمد عون أن أكد في تصريحات إعلامية قبل نيل حكومة باشاغا الثقة من البرلمان استعداده لتسليم السلطة.

ونشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي استقالة وكيل وزارة المالية علي سعيفان ووكيل وزارة الحكم المحلي مهدي السعيطي.

من جانبها أفادت المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز إنها تريد إجراء محادثات بين أعضاء البرلمان والمجلس الأعلى للدولة، وهما الهيئتان التشريعيتان المعترف بهما في البلاد، قبل شهر نيسان المقبل.

مشيرة إلى أنها ليست في موضع تأييد الحكومات والاعتراف بها مضيفة وأنها تركز الضغط من أجل إجراء انتخابات وهو ما اعتُبر ضوءً أخضر لباشاغا لدخول العاصمة وانتزاع السلطة بالقوة.

ولا يخفى على أحد أن ليبيا تعتبر إحدى ساحات التنافس بين كل من تركيا وروسيا حيث دعمت كل منهما أطراف مختلفة في الأزمة القائمة في البلاد منذ سنوات حيث يشير مراقبون لإمكانية توجه الطرفين لاستغلال نفوذيهما في البلاد والتدخل في الصراع المحتدم حاليا بين باشاغا والدبيبة تماشيا مع المتغيرات الدولية وأبرزها الحرب الروسية الأوكرانية التي أبرزت المزيد من النقاط الخلافية بين موسكو وأنقرة .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى