سيناريوهات التوتر الروسي الغربي وتأثيرها على كل من تركيا وسوريا

أوضح عدد من المحللين أنّ الأزمة الأوكرانية اْثرت على العلاقات التركية الروسية مشيرين إلى اْنّ النظام التركي يحاول لعب دور الوسيط بين كييف وموسكو خشية قطع روسيا علاقاتها معه فيما بينوا أنّ أيّة خسارة أو ربح قد تحظى بها روسيا في أزمتها مع أوكرانيا سينعكس على سوريا

تفتح الأزمة الاوكرانية وتداعيات الغزو الروسي المحتمل لكييف الباب على مصراعيه لتكهنات وتحليلات كثيرة عن مآلة الأمور بالنسبة لعدد من الدول وإن كانت لا تربطها جغرافيا أية حدود مع اوكرانيا أبرزها سوريا وتركيا

في الأزمة الحالية التي تجسدّ التنافس التاريخي بين واشنطن وموسكو تجد أنقرة نفسها عالقة على مضض في الوسط فمنذ انضمامها إلى الناتو اعتمد بقاء تركيا على توازن دقيق بين حلفائها الغربيين وروسيا.

لكن التصعيد العسكري في شرق أوكرانيا قد يجبر أنقرة على اتخاذ قرارات صعبة ولدى حكومة أردوغان قائمة طويلة من المصالح التي يجب مراعاتها بما في ذلك استقرار المضيق التركي والبحر الأسود ومحطة أكويو للطاقة النووية التي يبنيها الروس في جنوب تركيا، وتأمين إمدادات الغاز من خطوط الأنابيب مع روسيا، واستمرار تدفق السائحين الروس والأوكرانيين، وآمالها في توسيع نفوذها في القوقاز وعملياتها المستمرة في سوريا وليبيا. وسط المشاكل الاقتصادية المتزايدة لتركيا، حتى واردات القمح من روسيا غدت حاسمة الآن حيث تضاعفت أسعار الخبز في البلاد في غضون أسابيع.

ويرى محللون إن استجابة تركيا للأزمة الأوكرانية متشابكة بشدة مع مصالحها في مسارح الصراع الأخرى وتموضعها في إعادة الاصطفاف الجيوسياسي هو يبدو جليا بمحاولات النظام التركي التوسط بين كييف وموسكو بعد التصريح الروسي شديد اللهجة، والذي يستهدف تركيا أيضاً كقوات احتلال غير شرعية خشية الاستدارة الروسية نحو انقرة وإحراجها في سوريا والعراق والقوقاز وليبيا، الأمر الذي يجعل إردوغان في موقف ضعيف في مواجهة خصومه في الداخل التركي، وسقوطه في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام ألفين وثلاثة وعشرين .

اْما في سوريا ففي خضم الاهتمام العالمي بأزمة أوكرانيا أعلنت موسكو اعتزامها إجراء تدريبات بحرية في البحر المتوسط ونقلها لقاذفات وطائرات مجهّزة بصواريخ أسرع من الصوت إلى قاعدتها الجوية في سوريا..

وفي ذات اليوم استقبل بشار الأسد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الذي أطلعه على المهام التدريبية للبحرية الروسية في الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، وبالنظر إلى تفاصيل المعلومات المقدّمة روسياً إلى دمشق حول طبيعة المناورات يرى المراقبون أنها رسالة روسية مباشرة بإقحام سوريا عن طريق القواعد الروسية المنتشرة فيها على الأقل، في أيّ صدام عسكري قد يعقب العمليات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.

كما يجادل العديد من المحللين على أن بقاء القوات الأمريكية بمنأى عن هجمات إيران عبر وكلائها في سوريا يعود أيضاً إلى رغبة روسية إن لم يكن اتفاقاً ضمنياً مع واشنطن، لجهة عدم التصعيد مع الولايات المتحدة في الملف السوري .

أما جنوباً فلم يعد خافياً الدور الذي لعبته موسكو في ابعاد إيران عن الحدود السورية-الإسرائيلية، والضمانات التي قدمتها لتل أبيب لناحية لجم الخطر االإيراني، ناهيك عن غض الطرف عن الاستهدافات الإسرائيلية لأهداف إيرانية على الأرض السورية وهو يبرز محاولات موسكو استمالة إسرائيل إلى جانبها لضمان حيادها على الأقل في أية حرب محتملة مع أوكرانيا نظراً إلى العلاقات العسكرية المتطورة بين الجانبين.

ويشدد مراقبون أن أية خسارة أو ربح قد تحظى بها روسيا في أزمتها مع أوكرانيا سينعكس على سوريا كون البلدان باتت تجمعهما علاقات على المستويات المختلفة وبينهما اتفاقية موقعة لسنوات طويلة، خاصة إذا ما تزامن أيّ مكسب لروسيا في هذا الملف مع وصول إيران إلى اتفاق نووي جديد مع الإدارة الأميركية، الأمر الذي سيجعل المشهد السوري يتغير بالكامل.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى