سيناريوهات رد أنقرة على قانون “مواجهة خصوم أمريكا” بين العجز والدبلوماسية

أكدت تقاريرصحفية، أن الرد التركي على العقوبات الامريكية والتي صدرت يوم الاثنين الماضي في إطار قانون” مواجهة خصوم أمريكا”، يعتبر محدوداً جدا، ينحصر بين العجز واللجوء إلى الحوار والدبلوماسية.

مدة قصيرة تفصلنا على تسليم الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، إدارة البيت الأبيض لمنافسه والفائز في الانتخابات الرئاسية، جوبايدن…. دفعت ترامب الى اتخاذ العديد من القرارات الداخلية والخارجية لعل أخرها فرض عقوبات على الصناعة الدفاعية التركية والذي صدر يوم الاثنين الماضي في إطار قانون” مواجهة خصوم أمريكا” ورداً على شراء أنقرة للمنظومة الصاروخية الروسية”إس 400″.

قرار ترامب، جاء متأخرا وبعيدا عن سياسته المعتادة خلال فترة ولايته تجاه تركيا، والمتمثلة في دعم أنقرة أو الصمت عن انتهاكاتها المتواصلة في العديد من المناطق حول العالم، حيث برز ذلك عبر انسحاب القوات الامريكية من مناطق في شمال وشرق سوريا ومانتج عنه من احتلال لمدينتي سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض وعشرات القرى التابعة لهما.

تقارير صحفية تركية، تحدثت عن سيناريوهات الرد التركي تجاه العقوبات الامريكية والتي قد ترسم سياسة جديدة للولايات المتحدة خلال السبع سنوات القادمة على الاقل من فترة رئاسة جوبايدن،حيث يظهر سيناريو مطالبة واشنطن بمغادرة قاعدة إنجرليك الجوية التركية كإحدى الأوراق الهامة، والتي عادة ما تلوح بها أنقرة كلما تأزمت علاقتها مع الولايات المتحدة، لكن تخطيط واشنطن خلال الفترة الماضية لنقل القاعدة الجوية إلى اليونان يجعل من هذه الورقة ساقطة في حسابات أردوغان.

بدوره استبعد،أولريش كون، من جامعة هامبورغ الالمانية، أن تنفذ تركيا تهديداتها بخصوص قاعدة أنجرليك، حيث ستخاطر أنقرة بعضويتها في حلف شمال الأطلسي، مؤكدا، أن التهديد التركي يعتبر مناورة داخلية فقط.

هذا ويعمد النظام التركي، الى عدم تكرار النموذج الالماني في عام ألفين وسبعة عشر من خلال نقل القوات الالمانية من إنجرليك إلى قاعدة الأزرق في الأردن،عقب رفض أنقرة السماح لبرلمانيين ألمان بزيارة جنود بلادهم هناك.

ويرى مراقبون، أن العقوبات الامريكية الحالية ضد تركيا تعتبر ضمن سياسة جس النبض، بالاضافة الى كونها رسالة تختبر مسارات الحكومة التركية المستقبلية ومدى استعدادها للاستجابة لمخاوف واشنطن الاستراتيجية.

ولعل دعوة وزارة الخارجية التركية، الى إعادة النظر في قرار العقوبات والاستعداد الى الحوار والدبلوماسية، يمثل إحدى بوادر فرض السياسة الامريكية الجديدة على النظام التركي ورئيسه أردوغان.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى