شتاء بدون مازوت..سكان دمشق يلجأون إلى الحطب والأشجار والمتنفذين يلاحقونهم

يواجه سكان مناطق حكومة دمشق مع قدوم فصل الشتاء معاناة كبيرة في الحصول على المحروقات التي أصبح شراؤها حكراً على الأغنياء والمتنفذين لدى الحكومة، لذلك لجأ السكان للتعويض عن ذلك للحصول على الحطب وقطع الأشجار بغرض تأمين لوازم التدفئة.

على الرغم مما تسميها حكومة دمشق بالانتصارات العسكرية حيث تمكنت عبر دعم حلفائها من السيطرة على معظم المناطق التي خسرتها، إلا أن الحكومة تتجاهل ما يعانيه السكان في مناطقها من أزمات معيشية واقتصادية باتت خانقة بحسب ما يصفه الكثير من السوريون ونشطاء المجتمع المدني.

وكانت هذه الأزمات تعمقت عبر الفقدان التدريجي لأغلبية المواد الأساسية التي يحتاجها السكان بشكل يومي من المحروقات ووقود السيارات والكهرباء والغاز، وزاد من معاناة السكان ارتفاع الأسعار الجنوني والذي طال معظم المواد الغذائية والأدوية.

وتحولت هذه المواد الأساسية وفق نشطاء ومراقبين إلى وسيلة تستخدمها حكومة دمشق والمتنفذين فيها لتحصيل الأموال ويصفها كثيرون بـ “عمليات الجباية”، حيث تقوم الحكومة بقطع المواد وإخفائها من الأسواق ثم تقوم فيما بعد برفع الأسعار وتوفيرها في “السوق السوداء”.

ومما زاد من معاناة السكان هي خسارة الليرة السورية المتواصلة لقيمتها وذلك وسط تقديم حكومة دمشق رواتب متدنية لموظفيها حيث يتقاضى الموظف السوري من الدرجات الأولى راتباً بحدود مائتين وخمسين ألف ليرة سورية أي ما يعادل سبعة عشرة دولاراً بسعر الصرف الحالي.

ومع قدوم فصل الشتاء تزايدت معاناة سكان مناطق حكومة دمشق حيث يلجأ أغلبية السكان إلى الحصول على الحطب وقطع الأشجار لتأمين التدفئة وسط عجزهم عن توفير تكلفة أي من أنواع الوقود، إلا أنه وبحسب النشطاء فإن بعض المتنفذين لدى حكومة دمشق باتوا يحتكرون تجارة الحطب حتى، ما أدى لارتفاع سعرها، بالإضافة إلى أن هؤلاء المتنفذين والتجار باتوا ومنذ السنوات الماضية يقومون بقطع الأشجار في الحدائق والغابات وخاصة في الساحل السوري لبيعها إلى السكان الذين يُحرمون من الحصول على المحروقات، كما أنهم يعانون من انقطاع التيار الكهربائي على مدار عشرين ساعة في اليوم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى