صدع شرق الأناضول وسدود الفاشية التركية..الخطر الجاثم على صدور الملايين

يعد صدع أو فالق شرق الأناضول، السبب الجيولوجي الرئيس في الزلزال الأخير الذي ضرب شمال كردستان وأجزاء من تركيا وسوريا؛ وما يزيد هذا الصدع نشاطاً هو قيام الفاشية التركية بمشاريع مائية غير متوافقة مع طبيعة المنطقة الجيولوجية.

تقع شمال كردستان وتركيا ضمن منطقة جغرافية نشطة زلزالياً، إذ تحيط بها ثلاث صفائح تكتونية، الصفيحتين العربية والإفريقية جنوباً والصفيحة الأوراسية شمالا.

تنشط في هذه المنطقة ثلاثة خطوط زلزالية فاعلة، وأبرزها صدع شرق الأناضول؛ حيث يبدأ بمدينة هاتاي وينتهي بمدينة موش؛ ويعتبر من أكثر البنيات التكتونية النشطة ومصدر الزلازل القوية في المنطقة.

الزلازل التاريخية القوية نتجت عن عمليات تمزق على طول أجزاء هذا الصدع مع طبيعة حركة انزلاقية جانبية.

تاريخياً، شكل خط صدع شرق الأناضول سلسلة من الزلازل بدأت بزلزال أنطاكية عام 1822، واستمرت بزلازل 1866، 1872، 1874، 1875، 1893، وانتهت أخيراً بزلزال ملاطية عام 1905.

باستثناء زلزال بينغول عام 1971، دخل صدع الأناضول الشرقي فترة أكثر هدوءاً. لكن مع الزلزال بقوة 6.8 درجة الذي وقع في ولاية آل عزيز يوم 24 كانون الثاني 2020، انتقل الصدع من فترة الصمت إلى فترة النشاط مجدداً.

خبراء لازالوا يحذرون, منذ سنوات, من أن إقدام الفاشية التركية على تنفيذ مشاريع مائية – في زمن قصير نسبياً – سيؤدي وبلا شك إلى تعرض المنطقة لزلازل مدمرة؛ ولعل الأخير واحد منها.

الإشكالية الكبرى أن السدود التركية تقع في مناطق نشاط زلزالي مخيف، إضافة إلى ذلك فإن تكوين عدد كبير من البحيرات الاصطناعية خلف السدود ولَّد نشاطاً زلزالياً إضافيا.

إذا انهار سد تركي أو أكثر من السدود العملاقة سيؤدي إلى دمار شامل لشرق سوريا وغرب العراق ويصل الجدار المائي الطوفاني كما يسميه الخبراء إلى الخليج العربي جارفا معه مدناً وقرى كاملة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى