صمت المجتمع الدولي تجاه عائلات داعش سيفتح المجال أمام انتشار المزيد من التطرف

بعد أن قامت قوات سوريا الديمقراطية بالقضاء على مرتزقة داعش عسكريا واعتقال الآلاف منهم مع عائلاتهم ناشدت الدول الإقليمية والدولية لإجلاء مواطنيها ممن كانوا في صفوفهم كون الخطر الأكبر يكمن في عائلاتهم ممن يحملون ذهنية ارهابية

احتل مرتزقة داعش عام ألفين وأربعة عشر مناطق شاسعة في سوريا والعراق في مدة قصيرة, واستخدموا المعابر الحدودية الواصلة بينها وبين تركيا لإدخال مرتزقة أجانب لينضموا إلى صفوفهم، إضافة إلى تلقيهم الدعم المادي واللوجستي من أنقرة.

إلا أن الوجود العسكري للمرتزقة انتهى عندما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية في الـثالث والعشرين من آذار/مارس الماضي القضاء عليهم في بلدة باغوز في ريف دير الزور شرق سوريا.

وخلال العمليات العسكرية التي أطلقتها بإسناد من التحالف الدولي, استطاعت احتجاز الآلاف من المرتزقة وعائلاتهم، وتم نقلهم إلى مخيم الهول شرق الحسكة.

غير أن الخطر الأكبر يكمن فيما لو كبر أطفال المرتزقة المحتجزين على هذه الذهنية فإنهم سيسعون لنشر أفكارهم الإرهابية، وإن لم تتحرك الدول العالمية، فسيفتح صمتهم المجال أمام انتشار المزيد من التطرف.

إن إعادة تأهيل عائلات المرتزقة الموجودين في مخيم الهول أمر هام وضروري، ويجب أن تصب جميع الجهود في تلك الكفة, وعلى الرغم من أن ستا وثلاثين جهة مدنية وحكومية تعمل داخل المخيم إلى جانب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر, إلا أنها في مجملها تعمل على الجانب الخدمي واللوجستي, وابتعدت كل البعد عن التوعية وإعادة تأهيل الأفراد.

الاعتناء بالجانب الإنساني والخدمي والصحي ليس بالأمر الخاطئ ، ولكن الأهم هو الجانب التوعوي وإعادة التأهيل, وعملية التأهيل ستُمكّن المنظمات من ممارسة آلية عملها بشكل أفضل في أجواء يسودها احترام الطرف الآخر, وتساعد على إعادتهم إلى رشدهم لمتابعة حياتهم الطبيعية.

هذا وتناشد الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا الدول الإقليمية والدولية لإجلاء مواطنيها ممن كانوا في صفوف داعش, إلا أن هذه المناشدات لم تلق آذاناً صاغية، لذا طالبت بإنشاء محاكم دولية على الأراضي السورية لمقاضاة المرتزقة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى