عيد “الأكيتو” .. رمز للتلاحم المجتمعي بين المكونات في شمال وشرق سوريا

يعتبر أكيتو، أقدم عيد في تاريخ البشرية، ويحتفل به حتى يومنا هذا في مطلع شهر نيسان من كلّ عام, الآشوريون والكلدان والسريان، بالرغم من أنهم لا يدينون بأديان الحضارات القديمة التي سادت في بلادهم قبل آلاف السنين.

تحتفل شعوب ومكونات منطقة ميزوبوتاميا بأعياد الربيع التي تصادف شهري آذار ونيسان والتي تحوي في جغرافيتها العديد من الطوائف الدينية وتعدد المكونات.

ومن هذه الاحتفالات عيد “الأكيتو” لدى الشعب السرياني الكلداني الآشوري وعيد “النوروز” لدى الشعب الكردي وعيد “جارشمبا سور” لدى المجتمع الإيزيدي بالإضافة إلى الأعياد الدينية التي تحتفل بها الشعوب والتي ورثتها عبر التاريخ.

عيد الأكيتو أو رأس السنة الآشورية البابلية يصادف أول مطلع شهر نيسان من كل عام، ويمثل تجدد دورة الحياة في الطبيعة من خلال الاعتدال الربيعي، حيث يتساوى في هذا اليوم طول الليل والنهار، وهو أول أيام السنة الجديدة.

ويشير معناه اللغوي إلى موعد بذر وحصاد الشعير، ويحتفل به السريان والآشور والكلدان، وكان للاحتفال بهذا العيد دور كبير في توطيد أواصر المحبة والتلاحم الاجتماعي بين المكونات.

يعود تاريخ الاحتفال بعيد الأكيتو إلى 6773 سنة، حسب التقويم السرياني الآشوري البابلي، وتكون الاحتفالات حالة اجتماعية تشارك فيها المكونات جميعاً، وليست خاصة بمكون أو طائفة معينة، بل تشارك جميع المكونات في الاحتفال بهذه الأعياد والتي تؤكد على أواصر المحبة بين المجتمعات على أرض ميزوبوتاميا.

وبعد ثورة التاسع عشر من تموز عام 2012 أصبح الحفاظ على هذه الأعياد والمناسبات واجب على شعوب المنطقة من أجل إظهار هوية وثقافة المكونات التاريخية، والتي حاولت الأنظمة الدولتية طمسها، ويبرز في هذه الأعياد الفن واللباس الفلكلوري والعادات والتقاليد التي ورثوها عن الآباء والأجداد.

يساهم الاحتفال بهذه الأعياد في توطيد أواصر المحبة والتكاتف والتلاحم بين المكونات، وهذا ما شكل نسيجاً متماسكاً ومجتمعاً متحاباً يتشارك فيها الكردي والعربي والسرياني والإيزيدي حياتهم وعاداتهم وتقاليدهم، بالإضافة إلى أعيادهم الوطنية والدينية ليثبتوا للعالم أن منطقة شمال وشرق سوريا، على الرغم من تعدد الطوائف والمكونات فيها، كانت مثالاً للتعايش.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى