فورين بوليسي: من المستحيل إقامة تعاون حقيقي بين أنقرة وواشنطن حتى لو رحل أردوغان

أشارت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن العلاقات الأمريكية التركية تسير ببطء نحو الاستضدام، حتى وإن تم إزاحة أردوغان عن السلطة في البلاد، لان المعارضة التركية القومية تشارك النظام الحكومة الحالية وجهة النظر نفسها على أن واشنطن يشكل تهديد لتركيا.

في مقالة له بمجلة فورين بوليسي الأمريكية أكد المحلل السياسي الأمريكي نيك دانفورث وهو أستاذ التاريخ بجامعة جورج تاون، إن العلاقات الأمريكية مع تركيا من المستحيل أن تستمر، وهي تسير ببطء نحو اصطدام مؤكد, وأضافت المجلة الأمريكية أنه من المستحيل إقامة تعاون حقيقي بين تركيا والولايات المتحدة حتى لو رحل أردوغان وتولى حزب الشعب الجمهوري السلطة لأن كليهما ينظران إلى واشنطن كتهديد، ويشتركان مع القوميين في نفس الشعور.

ويشبّه دانفورث في مقاله العلاقات بين واشنطن وأنقرة بقطارين يسيران باتجاه بعضهما ببطء، ويضيف: على الرغم من أن القطارين يتحركان ببطء ولكنهما مازالا يسيران نحو بعضهما البعض على نفس المسار، معتبراً أن الرئيس المنتخب الحالي جو بايدن هو الآن في موقف لا يحسد عليه في مساعيه لفرملة القطار. وتضيف الفورين بوليسي أنه

“بالنسبة إلى بايدن، سيكون التحدي هو تقليل الضرر الذي يمكن أن تلحقه تركيا بالمصالح الأمريكية دون إثارة صراعات جديدة أو منع إمكانية التعاون في المستقبل، مؤكدة أن المشاكل ستستمر بالظهور بين البلدين.

ويرجع كاتب المقالة أسباب اتخاذ أردوغان نهجا عدوانياً تجاه الولايات المتحدة إلى الفوائد السياسية التي يستمدها محلياً من موقفه هذا, لا سيما بعد أن أصبح في تحالف انتخابي مع حزب الحركة القومية المتطرف في تركيا. كما أن أردوغان ذو الإيديولوجية الإسلامية وتطلعاته إلى القيادة في العالم الإسلامي يستفيد من موقفه المعادي لواشنطن لاستقطاب هذا العالم.

وتختم مجلة فورين بوليسي الأمريكية بأنه نتيجة لإحباط واشنطن المتزايد من أردوغان، فإن البعض قد اقتنع بالفعل بأن التعاون الحقيقي مع تركيا لن يكون ممكناً إلا بعد انتخابات تطيح بأردوغان. معتبرة أن حزب الشعب الجمهوري المعارض، أقل عداءً تجاه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. إلا أنها حذرت أنه إذا وجد هؤلاء أنفسهم في السلطة، فمن شبه المؤكد أنهم سيواجهون ضغوطًا سياسية جديدة تتطلب منهم إثبات صدق نواياهم القومية، واتباع نفس أسلوب الحكومة الحالية التي رسخت مفهوم القومية التركية بين المجتمع وربطتها بالأمن القومي التركي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى