في ذكرى الجلاء..سوريا تحت الانتداب والاحتلال وبحاجة إلى جلاء وتحرير

يصادف اليوم الـ 17 من نيسان ذكرى جلاء الفرنسيين عن سوريا عام 1946. اليوم وبعد مرور ثمانية وسبعين عاماً عادت سوريا لتعيش ليس فقط حالة انتداب بل واحتلالاً عسكرياً أيضاً بعد أن شهدت ثورة مطالبة بالحرية في آذار 2011 تحوّلت إلى أزمة.

بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، انتفضت شعوب الشرق الأوسط ضد الدولة العثمانية واستطاعت عبر الثورات طردها من أراضيها، ولكن نظراً لغياب أي مشروع إداري لدى شعوب المنطقة، ونتيجة لاتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا وبريطانيا عام 1916، وقعت سوريا تحت الانتداب الفرنسي عام 1920.

وعلى مدار 8 سنوات، شهدت مختلف المناطق السورية ثورات ضد هذا الانتداب، مثل ثورة الساحل السوري بقيادة الشيخ صالح العلي، ثورة القيادي الكردي إبراهيم هنانو والتي سميت ثورة الشمال في جبل الزاوية، مروراً بثورة يوسف السعدون في أنطاكيا، وثورة محمود الفاعور في سهل الحولة وثورة الدنادشة في تلكلخ، وثورة جبل العرب، وثورة دمشق والغوطتين، وثورة حمص وحماة.

والملفت في هذه الثورات أن جميع أبناء سوريا ومن كافة الشعوب والأديان شاركوا فيها، من معركة “بينادور” القرية الصغيرة التابعة لناحية تربه سبيه في شمال وشرق سوريا إلى بلدة مجدل شمس في أقصى الجنوب الغربي، ومن حارم في الجهة الشمالية، حتى القرى المتاخمة للحدود الأردنية جنوباً، ومن طرطوس غرباً وحتى البوكمال شرقاً.

في التاريخ عبرة وما جرى قبل 100 عام يتكرر مجدداً

يبدو أن السوريون لا يستفيدون من دروس التاريخ، فأثناء ثوراتهم ضد فرنسا، حاول الاحتلال التركي استغلالهم لتحقيق أطماعه، إذ تواصل أتاتورك مع ثورة الشمال بقيادة إبراهيم هنانو وقدم دعماً لها ثم تخلى عنها واتفق مع الفرنسيين في صفقة مقايضة حصل بموجبها على لواء اسكندرون والذي ما زال السوريون يسمونه اللواء السليب.

سوريا تحت الانتداب والاحتلال مرة أخرى

بعد بدء الأزمة السورية في آذار 2011، تدخلت العديد من القوى في الشأن السوري، حتى باتت البلاد تحت الانتداب الروسي والإيراني -حتى وإن لم يكن معلناً- اللذان باتا يتحكمان بقرارات حكومة دمشق وجيشها ووقّعا عقوداً عسكرية واقتصادية تضمن هيمنتهما على سوريا وخيراتها لعشرات الأعوام.

كما استغلت أمريكا ظهور مرتزقة داعش وتدخلت إلى جانب حوالي 70 دولة، وبات لها قواعد في شرق البلاد.

سوريا اليوم باتت تعيش تحت الاحتلال العسكري التركي أيضاً الذي احتل مناطق سورية في إطار مخططها الاحتلالي بالمنطقة، إذ تحتل الآن وبعد اتفاقات مع روسيا وإيران، كل من جرابلس والباب وإعزاز، وعفرين وسريه كانيه وكري سبي/تل أبيض، فضلاً عن أجزاء كبيرة من إدلب وتهدد باحتلال المزيد.

الآن وبعد مرور 78 عاماً على جلاء الفرنسيين، بات السوريون بحاجة إلى وحدة وطنية عاشوها زمن الانتداب الفرنسي، ليتحدوا معاً ويجابهوا الانتداب والاحتلال ويعيدوا تشكيل سوريا التي تحتضن جميع السوريين وتحافظ على حقوقهم.

الإدارة الذاتية سبيل لإنقاذ ما تبقى من سوريا

في ظل ما تعيشه سوريا من انتداب واحتلال، عملت شعوب شمال وشرق سوريا على تحقيق وحدتها الوطنية، وشكلت الإدارة الذاتية وقواتها العسكرية وحاربت ضد مرتزقة داعش. هذه الإدارة تقاوم الاحتلال والانتداب ما جعلها في مرمى الهجمات دوماً.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى