قمة “لم الشمل” لم تستطع لم شمل العرب

اختتمت القمة العربية في الجزائر دون أن تستطيع لم شمل العرب، وعلى الرغم من بيانها الختامي كان مليئاً بالنقاط، إلا أن القمة عجزت عن ذكر اسماء دولة الاحتلال التركي التي تحتل أراضي سوريا والعراق وليبيا، وتعيث فساداً في دول عربية أخرى.

اختتمت في العاصمة الجزائرية أمس، أعمال الدورة الواحدة والثلاثين للقمة العربية، التي عقدت تحت عنوان “لم الشمل” ولكنها لم تستطع لم شمل العرب بسبب غياب ستة من قادة الدول العربية عنه.

هذا المؤتمر عقد في ظل وجود خلافات بين الجزائر المستضيفة وجارتها المغرب حول الصحراء، فضلاً عن مرور العديد من الدول العربية بالأزمات منذ عقد من الزمن دون أن يتمكن العرب من إيجاد حلول لها، لإنشغال كل دولة بما يجري على أراضيها وما تواجهه من أزمات وتحديات.

البيان الختامي يؤكد على ضرورة حماية الأمن القومي العربي ولكنه لم يذكر احتلال تركيا لأراضيهم

البيان الختامي للقمة العربية، أكد ضرورة العمل على تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل وبكل أبعاده.

ولكن؛ رغم أن دولة الاحتلال التركي تحتل أجزاء من سوريا والعراق وليبيا، وتعيث فساداً في دولٍ عربية أخرى، عبر إرسال المرتزقة إليها ودعم الإخوان المسلمين في بعضها واستخدامها للقضية الفلسطينية كوسيلة دعاية في ظل صفقاتها مع إسرائيل. إلا أن البيان الختامي لم يتطرق إلى هذا الاحتلال والتدخل السافر.

واكتفى البيان بالتأكيد على رفض التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية. هذا الرفض اللفظي بحد ذاته هو تشجيع للاحتلال التركي بالتمادي.

في ظل خلافات العرب.. القمة تدعو إلى دور عربي جماعي لحل الأزمة السورية

القمة التي لم تتحدث عن الأراضي السورية المحتلة وانتشار مرتزقة جبهة النصرة فيها، قالت في بيانها الختامي بأن على الدول العربية القيام بدور جماعي قيادي للمساهمة في جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ومعالجة كل تبعاتها السياسية والأمنية والإنسانية والاقتصادية.

كما أشادت بالجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية وتجسيد آمال وتطلعات الشعب العراقي، دون الخوض في عشرات القواعد العسكرية للاحتلال التركي على وهجماته المستمرة، فضلا ًعن التدخلات الإيرانية في شؤونه.

وفي الوقت الذي يغيب فيه الدور العربي عن حل الازمة الليبية، عبر البيان الختامي عن التضامن مع الشعب الليبي ودعم جهود إنهاء الأزمة من خلال حل ليبي ليبي يحفظ وحدة وسيادة ليبيا ويصون أمن جوارها.

كما أكد البيان أهمية المساهمة في حل وإنهاء الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية، بما يحفظ وحدة الدول الأعضاء وسلامة أراضيها وسيادتها على مواردها الطبيعية.

انتهت قمة الجزائر، وستعود القرارات إلى الأدراج المغلقة ليتم فتحها مرة أخرى في القمة العربية المقبلة التي ستعقد في السعودية، وستبقى الدول العربية تعاني من التدخلات الخارجية والاحتلالات ونهب مواردها ما دامت غير قادرة على ذكر الدول المحتلة لأراضيها بالأسم ووضع حد لها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى