كاتب سوري يتوقع أن تتنازل دمشق عن الأراضي المحتلة لصالح الاحتلال التركي

توقع كاتب وصحفي سوري أن تتنازل حكومة دمشق عن المناطق المحتلة لصالح الفاشية التركية في إطار مساعي الطرفين لإجراء مصالحة تخدم أهدافهما الداخلية والخارجية؛ على حساب تطلعات الشعب السوري.

ازداد الحديث عن المفاوضات والمصالحة بين دمشق وأنقرة بعد الاجتماعات التي عقدت خلال الآونة الأخيرة في كل من سوتشي وطهران والتي جمعت قادة دول أستانا (روسيا – إيران – تركيا).

في وقت سابق، قال وزير خارجية الاحتلال التركي، تشاويش أوغلو: “يجب أن يتوصل النظام والمعارضة لاتفاق على دستور وخريطة طريق تشمل عملية انتخابية وفق قرار مجلس الأمن الدولي”.

وقبلها بأيام، قالت صحيفة مقربة من سلطات الفاشية التركية إنّ “علاقات تركيا وسوريا تكتسب بعداً جديداً، حيث أنهى الطرف التركي الاستعدادات لفتح بوابتين جديدتين نحو سوريا لنقل البضائع والمساعدات الإنسانية، هما بوابة الباب – أبوزندين وبوابة إدلب -سراقب”.

الكاتب والصحفي السوري، ثائر الزعزوع، تحدث عن ذلك قائلاً أنه “إذا توافرت مصلحة للطرفين في تطبيع العلاقات بينهما، فسوف نشهد بكل تأكيد تقارباً أكثر، ويبدو أن الطرفين سواء النظام السوري أو التركي لديهما رغبة في طي صفحة القطيعة، وربما يكون العامل الاقتصادي هو المحرك الرئيس”.

وأضاف “كما أنه لا يمكن استبعاد الجانب الدعائي لأسباب سياسية طبعاً، فالنظام التركي مقبل على انتخابات وبأمس الحاجة للفوز فيها، ولم يعد لعب ورقة (المهاجرين) مقنعاً للشارع التركي، وثمة خطة تركية لإعادة أولئك اللاجئين السوريين إلى بلدهم”.

وأضاف الزعزوع: “لا أعتقد أن النظام السوري يملك القدرة لإجبار تركيا على الانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها، إلا أننا قد نشهد في حال تم تطبيع العلاقات بين النظامين، تنسيقاً وربما تعاوناً في إدارة تلك المناطق”.

وحول اقتتال المرتزقة في المناطق المحتلة؛ يقول الزعزوع: “ما حدث مؤخراً من اقتتال في الشمال السوري، هو أقرب إلى جس نبض، لإمكانية تحويل تلك المناطق إلى كيان شبه مستقل يخضع لسلطة واحدة، لا يهم إن كانت تحرير الشام أو سواها، لكن يبدو أن نتيجة الاقتتال لم تصب في مصلحة أي من المتقاتلين، ولذلك فقد تقرر أن يبقى الأمر على ما هو عليه، وأن تنسحب الهيئة جزئياً إلى مناطقها، وليس مستبعداً أن نشهد في وقت لاحق اقتتالاً جديداً لفرض السيطرة”.

واختتم الزعزوع حديثه “لا أعتقد أن نظام دمشق لديه القدرة على فرض شروط كبيرة، فهو في أمس الحاجة لكسر عزلته الدولية أولاً، ولهذا من المتوقع أن يوافق على بقاء السيطرة التركية على تلك المناطق، وهو سوف يكون موجوداً بشكل رمزي لا أكثر”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى