كارثة بيئية وأضرار بشرية.. مختصون يحذرون من تداعيات استمرار خفض منسوب مياه نهر الفرات

حذر مختصون من وقوع كارثة بيئية وأضرار بشرية في حال استمرت دولة الاحتلال التركية بخفض منسوب المياه المتدفقة عبر مجرى نهر الفرات إلى الأراضي السورية، فيما أظهرت فيديوهات الأوضاع المزرية التي وصل إليها مجرى النهر.

مع استمرار دولة الاحتلال التركية في خفض منسوب المياه المتدفقة إلى سوريا عبر مجرى نهر الفرات بنسبة كبيرة جدا، حذرت جهات مختصة من وقوع كارثة بيئية وأضرار بشرية قد تنجم إذا ما استمر الحال بهذا الشكل.

ونشرت وكالة أنباء هاوار صورا ومقاطع فيديو أظهرت الأوضاع المزرية التي وصل إليها مجرى النهر جراء خفض الاحتلال التركي لمنسوب المياه المتدفقة عبره إلى داخل الأراضي السورية، حتى بدت بعض القرى التي كانت مغمورة بالمياه ظاهرة للعيان.

سد تشرين: نسبة المياه الواردة وصلت إلى أقل من 200 من أصل 500 متر مكعب في الثانية

وحسب إدارة سد تشرين فقد وصلت نسبة المياه الواردة إلى أقل من مئتي متر مكعب في الثانية من أصل خمسمئة متر مكعب من المفترض أن تدخل الأراضي السورية.

وكانت الجهات المختصة في السد قد نوهت في وقت سابق إلى احتمالية توقفه في حال استمر الاحتلال التركي في خفض المياه بهذه الطريقة، منوهةً إلى أن المياه تنقص بشكل يومي قرابة العشرة سنتيمترات.

وحسب التقديرات، فإن بحيرة سد تشرين فقدت أربعة أمتار ارتفاعاً من المياه منذ أن خفضت تركيا منسوبها أواخر شهر كانون الثاني المنصرم.

وتغذي مناطق شمال وشرق سوريا ثلاثة سدود على نهر الفرات البالغ طوله ستمئة كم داخل الأراضي السورية، وهو سد تشرين جنوب شرق مدينة منبج، وسد الفرات أكبر السدود السورية بالقرب من مدينة الطبقة، وسد الحرية بالقرب من مدينة الرقة.

وتنص اتفاقية حول نهر الفرات أُبرمت عام ألف وتسعمئة وسبعة وثمانين بين تركيا وسوريا والعراق على حصول الأراضي السورية على خمسمئة متر مكعب من المياه في الثانية، أي ما يعادل ألفين وخمسمئة برميل، على أن تكون ثمان وخمسون بالمئة منها من حصة العراق، إلا أن ستة سدودٍ تركية تحبس مياه نهر الفرات قبل تدفقها إلى سوريا، من بينها سد أتاتورك ثاني أكبر السدود في الشرق الأوسط، والذي يخزن ثمانية وأربعين مليار متر مكعب من المياه.

سد تشرين: تركيا تسمح بتدفق المياه عندما تكون بحيراتها ممتلئة وتحبسها عند الحاجة إليها

وكانت إدارة سد تشرين قد أكدت في تصريحات سابقة أن دولة الاحتلال التركية تسمح لمياه الفرات بالتدفق إلى الأراضي السورية في الأوقات التي تكون فيها البحيرات ممتلئة، أي عندما لا تستفيد منها المنطقة، وتحبسها عندما يكون هناك حاجة إليها.

ويحذر خبراء من أن استمرار انخفاض منسوب مياه نهر الفرات الذي تتلاعب فيه الدولة التركية، يؤدي إلى حدوث كارثة قد تطال توفير مياه الشرب لسكان مناطق شمال وشرق سوريا، إلى جانب انخفاض ساعات توليد التيار الكهربائي وتهديد الإنتاج المحلي من الأراضي الزراعية على ضفاف النهر.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى