لانعدام المحروقات.. طبيب يعالج مرضاه تحت أشعة الشمس

في ظل البرد القارس وعدم توفر مادة مازوت نتيجة حصار حكومة دمشق لمقاطعة الشهباء, يلجأ بعض الأطباء إلى فحص ومعالجة المرضى تحت أشعة الشمس التي أصبحت وسيلة للتدفئة, في حين تمنت والدة الطفل (وسام سيدو) الذي توفي نتيجة البرد القارس في حي الشيخ مقصود عدم تكرار مأساة عائلتها وطفلها مع العوائل الأخرى الساكنة بالحي.

تفتقر النقاط الطبية والمشافي في مقاطعة الشهباء إلى الأدوية ووسائل التدفئة نتيجة حصار حكومة دمشق للمقاطعة منذ آب من العام الفائت.

وفي صورة من صور المقاومة التي يبدها شعب المنطقة, يحاول الطبيب، محمد عدل، في نقطة الهلال الأحمر الكردي بمخيم سردم التغلب على الظروف الصعبة من خلال فحص ومعالجة المرضى تحت أشعة الشمس التي أصبحت وسيلة للتدفئة لتخفيف عبء الحصار.

وقال عدل في حديث لوكالة أنباء هاوار، “أن البرد القارس داخل غرف المعاينة يؤثر سلباً على صحة المرضى في ظل عدم توفر الأدوية بشكل تام في النقطة الطبية للهلال الأحمر الكردي منذ قرابة 6 أشهر”.

منوها أن أغلبية المرضى هم من الأطفال والمسنين؛ بسبب ضعف الجهاز المناعي لديهم، وخاصة القاطنين ضمن المخيمات التي لا تقي من برد الشتاء وحر الصيف، وتفتقر إلى أبسط مقومات الحياة”.

وأثر حصار حكومة دمشق على توفر الأدوية وكذلك على أسعارها، وفي السياق، يقول الدكتور عدل، إن المرضى لا يستطيعون شراء الأدوية بعد معاينتهم؛ بسبب عدم توفرها في أغلب الصيدليات والنقاط الطبية، وفي حال توفرها فأن سعرها يكون باهظاً جداً”.

طبيب في مخيم سردم: عندما تكون الإرادة أقوى من الظروف حتما سننتصر

وتابع عدل إن “إرادتهم أقوى من الظروف التي تفرض عليهم”، مشيراً أنه يعاين ويفحص المرضى أمام النقطة الطبية؛ للاستفادة من أشعة الشمس, مؤكداً أنه مستمر في القيام بواجبه الإنساني والأخلاقي تجاه مهجّري عفرين في مناطق الشهباء.

والدة الطفل وسام الذي مات بردا تتمنى ألا تكرر مأساتها مع باقي عوائل الشيخ مقصود

وفي سياق متصل, أوضحت عريفة إبراهيم والدة الطفل (وسام سيدو) الذي توفي نتيجة البرد القارس وعدم توفر وسائل للتدفئة في حي الشيخ مقصود، إلى أن ابنها تعرض لاختلاج حروري بشكل فجائي وعلى أثر ذلك تم إسعافه إلى مشفى الشهيد خالد فجر، النقطة الطبية الوحيدة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية.

ونوهت الأم أنهم أرادو إدخال طفلهم إلى قسم العناية المشددة في المشافي الحكومية بمناطق حكومة دمشق إلا أنهم لم يتمكنوا من تأمين مكان.

وأشار كادر المشفى إلى أن حرارة الطفل كانت قد تخطت الـ 40 درجة ما تسبب في العديد من المضاعفات.

وتمنت الأم المفجوعة بابنها الذي توفي جراء الحصار، ألا تتكرر مأساتها مع باقي العوائل الأخرى الساكنة في الحي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى