مراقبون يتساءلون عن الفائدة من قمة عربية لن تناقش الاحتلال التركي لسوريا وليبيا والعراق

تستضيف الجزائر في أول يومين من شهر تشرين الثاني القمة الـ 31 للقادة العرب في ظل الحروب والصراعات الدولية والإقليمية بالإضافة إلى الخلافات بين الدول العربية، ويرجح أنها لن تناقش الاحتلال التركي لأراض سورية وليبية وعراقية.

تواجه القمة العربية التي تستضيفها الجزائر, في الأول والثاني من تشرين الثاني, تحديات كبيرة أدت لتأجيلها أكثر من مرة عن موعدها الذي كان مقرراً في آذار الماضي. فيما تمر العلاقات العربية – العربية في الفترة الحالية بأزمات كبيرة ربما أهمها الخلافات بين الجزائر التي تستضيف القمة وجارتها المغرب بسبب قضية الصحراء.

وسعت الجزائر خلال الفترة الماضية لتجاوز النقاط الخلافية التي كانت تمثل تحدياً أمام عقد القمة العربية، ونسقت المواقف مع العديد من العواصم العربية، كما وجهت دعوة رسمية للحكومة المغربية رغم قطع العلاقات معها.

كما تم الإعلان عن توصل الجزائر مع حكومة دمشق إلى اتفاق تم بموجبه عدم إدراج بند إعادة شغل دمشق لمقعدها في مجلس الجامعة العربية، وبذلك تم تجميد عقبة أمام انعقاد القمة العربية الدورية.

الخبير في العلاقات الدولية والأستاذ بجامعة مؤتة الأردنية، الدكتورأياد المجالي، يرى في حديث لوكالة أنباء هاوار، أن هناك تحديات كبيرة تواجه القمة العربية ربما أهمها التوتر في علاقات الجزائر والمغرب وعودة الفوضى المسلحة في ليبيا وخلق مساحات واسعة من التقاطع بين القاهرة والجزائر نتيجة مواقف الأخيرة من سد النهضة الإثيوبي، والتداخل الحاصل في العراق ولبنان والأزمة اليمنية وعودة اصطفاف البعض مع إيران وروسيا والخلافات العميقة حول حضور دمشق في هذه القمة، فضلاً عن تباين في وجهات النظر والغموض الذي سيطر على مواقف الدول العربية من الأزمات المركبة في الواقع السياسي للمجتمع الدولي.

من جانبه، يرى الخبير الإماراتي وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور سالم الكتبي، أن قمة الجزائر ستعقد في ظل أوضاع جيوسياسية خطيرة ومقلقة على العالم ككل. مشدداً على أن الدول العربية قادرة على حل مشاكلها متى ما توفرت الرغبة الصادقة.

ويتفق معه في الرأي، الخبير المصري في العلاقات العربية والدولية، كامل عبد الله، مؤكداً أن الأجواء مهيئة لتحقيق اختراقات معتبرة في كافة نواحي الخلاف العربية. معرباً عن اعتقاده أن قمة الجزائر ستشهد حلحلة كبيرة واختراق للجمود الحاصل في العلاقات المغربية الجزائرية خاصة مع الإعلان عن احتمال مشاركة العاهل المغربي في القمة.

وحول إمكانية الخروج بمخرجات قوية من القمة تجاه قضايا كالاحتلال التركي لشمال سوريا أو الوضع بفلسطين، أكد الخبير المصري أن هذا لن يحدث، مبرراً ذلك بأن مواقف الدول العربية حول هذه القضايا لاتزال محل خلاف عميق.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى