مستقبل العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وتركيا … إلى أين؟

تمر العلاقة الأمريكية – التركية بمراحل متقلبة حيث يرى باحثون أن هناك اثنين من السيناريوهات الأكثر احتمالاً لمستبقل هذه العلاقة، هما تطبيق نظام ديمقراطي إذا خسر أردوغان انتخابات ألفين وثلاثة وعشرين أو إمكانية قطعه العلاقات مع الغرب بشكل نهائي.

وضعت الأحداث في السنوات الأخيرة ضغوطاً هائلةً على العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا. وساهم غزو الأخيرة لشمال وشرق سوريا وشراء أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية إس- أربعمئة في زيادة الإجماع بين الحزبين في واشنطن على أن تركيا حليف غير موثوق به.

ونظراً لأن بؤر التوتر الحادة تثير اضطراباً في عدد من القضايا الثنائية، فإن الأمر يستحق النظر في المسارات المحتملة التي قد تسلكها أنقرة على المدى الطويل وما هي الآثار المترتبة على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

وبفضل موقعها عند نقطة ارتكاز بين أوروبا والشرق الأوسط، تحظى علاقات التعاون مع تركيا بأهمية جغرافية استراتيجية هائلة للولايات المتحدة وأوروبا. ومع ذلك، يركز صناع السياسة في واشنطن بشكل متزايد على ردود الفعل العقابية على قرارات السياسة الخارجية التركية ويشككون بشكل روتيني في عضوية أنقرة في (الناتو)،

وتقول منسقة برنامج تركيا في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط ميرفي طاهر أوغلو،”تتمثل المشكلة الرئيسة في السياسة الأميركية تجاه تركيا اليوم في أنها تفشل في أن تفسر بشكل صحيح دور تركيا غير الديمقراطي والمناهض للغرب تحت حكم أردوغان”

ويبدو أن بعض أجزاء البيروقراطية الأميركية تحيط علماً بالحاجة إلى مراجعة أكثر استراتيجية للعلاقة. وحسب الباحثين هناك سيناريوهان يعتبران الأكثر احتمالاً لمستقبل العلاقة ، وهما تطبيق نظام ديمقراطي إذا خسر أردوغان انتخابات ألفين وثلاثة وعشرين أو إمكانية قطعه العلاقات مع الغرب بشكل نهائي وجعل بلاده قوة أوروآسيوية

وستكون عودة الديمقراطية الأكثر فائدة للمصالح الأميركية،

تبدو الفكرة المعاكسة المتمثلة في الانهيار التام في العلاقات الأميركية التركية، مع انصراف تركيا عن حلف شمال الأطلسي وتركيزها عن كثب مع الشركاء المستبدين في أوراسيا والشرق الأوسط، غير مرجحة بنفس القدر, نظراً للفوائد العديدة التي تجنيها أنقرة من عضوية حلف الأطلسي والتجارة مع أوروبا.

ومن المشكوك فيه إلى حد كبير، نظراً إلى حالة الاستقطاب السياسي في تركيا، ما إذا كان الدعم الشعبي لإعادة التوجيه الجذري للسياسة الخارجية التركية قد يتطور. ومع ذلك، من الصحيح أن كثيرين من الأتراك يعتقدون أن سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا تضر بالأمن القومي لتركيا وأن التغيير الهائل الذي حدث بعد الانقلاب على البيروقراطية التركية قد أخرج العديد من النخب التي تفضل الانخراط مع الغرب من مواقع صنع القرار.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى