مسلسل “ليلة السقوط” انحدار أخلاقي وتزييف للحقائق التاريخية

أمام مسؤولية تاريخية في إظهار أهم حقبة في تاريخ كردستان والعراق الحديث؛ فشل منتجو مسلسل “ليلة السقوط” من نقل وقائع تراجيديا شنكال والموصل؛ بينما تم تحويل المسألة الإنسانية إلى مسألة سياسية بعيداً عما عاشه آلاف الإيزيديين والعراقيين خلال هجوم مرتزقة داعش.

كثيراً ما يتم توظيف الأعمال الدرامية في سياق الدعاية السياسية بشكلٍ واضح؛ فتقدم سيناريو مزيف لا يمت للحقيقة بأي صلة.

مسلسل “ليلة السقوط” مثال على قلب الحقائق وتزييف التاريخ, إذ حاول الكاتب والسيناريست المصري مجدي صابر تحويل إبادة شنكال على يد مرتزقة داعش إلى عملٍ درامي يبهر به العالم العربي والإسلامي وذلك بقلب الحقائق والوقائع التاريخية.

ومع عرض الفضائيات العربية لحلقات المسلسل الأولى خلال شهر رمضان؛ بدأت ردود الفعل الناقدة والمندّدة بالعمل واعتباره “مقاطع ومشاهد تفتقر للحقيقة”.

مثقف من شنكال: المسلسل حول المسألة الإنسانية ومعاناة الإيزيديين إلى مسألة سياسية

قاسم كشكو، وهو مثقفٌ من مدينة شنكال وأحد الأشخاص الذين عاشوا تراجيديا شنكال لحظةً بلحظة، أكد أن المسلسل حوّل المسألة الإنسانية ومعاناة الإيزيديين إلى مسألة سياسية مضيفاً: “المسلسل طرح مشاهد خدعت ذهن العالم العربي والإسلامي؛ طبعاً لم يكن الجميع موجوداً في شنكال عندما تعرضت للهجوم لذلك فالشعوب تصدق هذه الأكاذيب التي تبثها شاشات التلفزة”.

مثقف من شنكال: عرض المسلسل في رمضان يهدف للتأثير على ذاكرة المجتمع

وأوضح قاسم أن اختيار قصة الإيزيديين وعرضها على الشاشات بهذه الصورة المسيئة وبالتحديد في شهر رمضان ليتابعه الملايين في العالم العربي والإسلامي؛ هدفه التأثير على ذاكرة أكبر شريحة ممكنة من المجتمع وتعظيم دور البيشمركة الخونة وتلميع صورتها للرأي العام من خلال 30 حلقة متتالية.

مثقف من شنكال: صرفوا ملايين الدولارات في سبيل طرح أفكار مغالطة وزائفة

وتابع كشكو: “صرفوا ملايين الدولارات في سبيل طرح أفكارٍ مغالطة وزائفة؛ بينما يعاني الموظفون في جنوب كردستان من مسألة عدم استلام الرواتب لأشهر متعاقبة، من الأفضل أن يتم توزيع تلك الأموال على هؤلاء الموظفين المحرومين من لقمة عيشهم، وليدعوا هذه الأعمال الدرامية الكاذبة جانباً”.

مشيرا أنه كان من الأفضل أن يزور كاتب السيناريو والمخرج وحتى الممثلون منطقة شنكال وأن يلتقوا بمن عاشوا تلك المأساة وبناءً على ذلك كتابة سيناريو الفيلم لا أن يزوروا فنادق هولير.

وبالعودة إلى هجمات مرتزقة داعش على شنكال والموصل الحقيقية عام 2014، هناك مقاطع فيديو توثق كيف أن عشرات الآلاف من قوات الجيش العراقي ومسلحي الحزب الديمقراطي الكردستاني، قد فروا من المنطقة وتُركَوا الكرد الإيزيديين والعرب إلى جانب المسيحيين والتركمان أمام وحشية مرتزقة داعش الذي ارتكب مجازر لا تحصى، وكاد أن يرتكب إبادة جماعية لولا تدخّل وحدات حماية الشعب من شمال وشرق سوريا وقوات الدفاع الشعبي من جبال كردستان وفتحْ ممر إنساني وإنقاذ الآلاف من الإيزيديين من تلك الإبادة.

وهذه هي الحقيقة التي لا يمكن أن تتغير.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى