مع إسراعه في التطبيع مع دمشق والقاهرة.. حلم أردوغان الإمبراطوري يتلاشى

يريد زعيم الفاشية التركية أردوغان إعادة ضبط العلاقات مع مصر وإسرائيل وحكومة دمشق. لكن في كل حالة، سيكون هناك ثمن يجب دفعه؛ فيما يتلاشى حلمه بأن يكون محاطاً بمنطقة يحكمها قادة مقربون من جماعة الإخوان المسلمين.

قد تكون لدى الفاشية التركية فرصة لإصلاح علاقتها مع مصر، التي قطعتها قبل عقد من الزمن، إذ ستعتمد النتيجة كلياً على الخيارات السياسية لزعيم الفاشية أردوغان، وما إذا كان سيظل رئيساً للبلاد بعد الانتخابات. ومع ذلك، سيكون من الصعب تطبيع العلاقات بين البلدين، حيث توجد في القاهرة قائمة مطالب صعبة.

ولتحقيق تقدم، التقى وزير خارجية الاحتلال التركي مولود أوغلو مؤخراً بنظيره المصري سامح شكري، لكن الاجتماع لم ينته كما كان يود أوغلو.

وأبلغ شكري، مولود أوغلو بأن ثلاثة أشياء يجب أن تحدث قبل التطبيع: على تركيا إنهاء جميع أنشطتها العسكرية في ليبيا، وتسليم جميع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في تركيا المطلوبين من مصر، وحل خلافاتها مع قبرص واليونان في شرق البحر المتوسط.

وعلى الرغم من أن مصر تمثل أولوية بالنسبة لزعيم الفاشية أردوغان، إلا أن أنقرة كانت تستكشف إمكانيات إصلاح العلاقات مع العديد من الدول العربية وكذلك إسرائيل منذ عام 2021.

ولو لم ينسف الفاشي أردوغان العقد الماضي علاقاته مع دول الشرق الأوسط والدول العربية وقوى البحر المتوسط، لما احتاج إلى أن يطرق الأبواب اليوم. فلماذا إصلاح الأسوار الآن؟

ومن السهل نسبيا الإجابة عن هذا السؤال: فالواقع المؤلم لعزلة تركيا الإقليمية يجبر أردوغان على محاولة دحر كراهيته للمنافسين الإقليميين. ستكون كل من مصر وإسرائيل وحكومة دمشق مهتمة بإعادة بناء العلاقات مع تركيا، لكن لديها جميعاً طلبات كبيرة.

لقد تلاشى حلم أردوغان بأن يكون محاطاً بمنطقة يحكمها قادة مقربون من جماعة الإخوان المسلمين، والتي كان يأمل في قيادتها نظريا. ومن مصر إلى تونس إلى العراق إلى سوريا، هناك الآن فرصة معدومة لتأسيس أنظمة سنية قريبة من رؤية الأخوة للعالم، والتي لطالما أعجب بها أردوغان.

وبدلا من ذلك، يقودهم جميعا رجال أقوياء نجحوا في القضاء على المنافسين. وهذا هو السبب الذي دفع زعيم الفاشية التركية أردوغان إلى محاولة تطبيع العلاقات مع بشار الأسد، الذي سعى إلى الإطاحة به، ويفترض أن يحل محله بديل سني.

ولكن لكي تؤتي ثمارها، يطالب الأسد بإزالة الاحتلال التركي للأراضي السورية، وهو ما يمثل حبة مريرة أخرى يجب أن يبتلعها أردوغان.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى