منذ بدء معركة إدلب تغيرت خارطة النفوذ الميدانية شمال غرب سوريا

يرى مراقبون أن التصعيد العسكري في إدلب هو امتداد لتفاهمات بين ضامني آستانا, تضاف إليها الأزمة الليبية والتطورات الميدانية المتسارعة هناك، إذ أن لكل طرف وكلاء فيها، على غرار سوريا.
بعد أيام من إطلاق معركة “إدلب”، تغيرت خارطة النفوذ الميدانية شمال غرب سوريا، حيث تمكنت قوات النظام المدعومة روسياً من السيطرة على عشرات القرى والبلدات من الجهة الشرقية للمحافظة، وباتت على مشارف مدينة “معرة النعمان” الاستراتيجية على الطريق الدولي حلب ـ دمشق المعروف بـ M5.
ويضع النظام الطريقين الدوليين، حلب ـ دمشق، حلب ـ اللاذقية نصب عينيه، في المرحلة الراهنة، تنفيذاً لأحد بنود اتفاق “سوتشي” الخاص بإدلب بين روسيا وتركيا.
المناطق المحتلة في الشمال السوري
وسائل إعلامية تتحدث عن وجود مفاوضات بين النظام ومرتزقة تركيا
إلى ذلك تحدثت وسائل إعلامية، عن وجود مفاوضات بين النظام ومرتزقة تركيا ، لتسليم مدينة “معرة النعمان” وفق اتفاق شبيه باتفاقات الجنوب السوري، إلا أن المتحدث باسم ما تسمى المعارضة المسلحة، ناجي مصطفى، نفى ذلك في تصريحات صحفية، أمس، مؤكداً أن المعارك في محاور إدلب مستمرة.
المناطق المحتلة في الشمال السوري
أردوغان يلوح مجددا بورقة الهجرة تجاه أوروبا
وعلى وقع المعارك ، شهدت المحافظة موجة نزوح جديدة تجاه الحدود التركية، الأمر الذي أعاد أردوغان إلى التلويح مجدداً بورقة اللاجئين في وجه الدول الأوربية، قائلا “إن بلاده لا يمكن أن تتحمل بمفردها عبء موجة هجرة جديدة من إدلب” موضحاً أنه في هذه الحالة “لا مهرب من تكرار مشاهد الهجرة إلى أوروبا،
في غضون ذلك تكشف تحليلات عديدة النوايا الروسية التي تقف خلف هذه المعركة، حيث تشكل عقدة الطريقين الدوليين M5 – M4 أساس الخلاف بين الأطراف الضامنة ، وخاصة مع دخول ملف شمال وشرق سوريا، بين الطرفين الرئيسيين في الاتفاق تركيا وروسيا، الأمر الذي ضيق أبواب التفاوض أمام أنقرة؛ التي باتت في موقف ضعيف، مع الظروف الدولية التي تحاصرها إثر غزوها للمنطقة وتدخلاتها في ليبيا.
المناطق المحتلة في الشمال السوري
معرة النعمان وسراقب ستكونان هدف المرحلة الراهنة من العملية
ويرى خبراء أن مدينتي معرة النعمان وسراقب ستكونان الهدف في المرحلة الراهنة من العملية، للسيطرة على الطريق الدولي من خان شيخون جنوباً؛ حتى سراقب شمالاً، وقد تتبعها عملية عسكرية في ريف حلب لاستكمال السيطرة على باقي الطريق.
إن التصعيد العسكري الأخير، هو امتداد لتفاهمات بين ضامني آستانا خلال قمة أنقرة في السادس عشر من أيلول/ سبتمبر الماضي، ضمن المقايضات التي تمت، تضاف إليها الأزمة الليبية والتطورات الميدانية المتسارعة هناك، إذ أن لكل طرف وكلاء فيها، على غرار سوريا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى