خلاف منصب رئاسة العراق وتملص الحزب الديمقراطي الكردستاني من العرف الانتخابي يهدد وحدة جنوب كردستان

أصبح العراق ساحة للصراع السياسي والانتخابي وصلت لدرجة الصراع الديني في بعض المناطق العراقية, ويرى محللون من أن تداعيات مايجري في العراق جبل جليد قمته الخلافات الكردية في جنوب كردستان.

رغم وجود حياة حزبية في جنوب كردستان قوامها عدد من الأحزاب السياسية مختلفة الانتماءات والآيديولوجيات، لكن السلطة يتقاسمها الحزبان الرئيسيان هناك، وهما «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني، و«الاتحاد الوطني الكردستاني» الذي شهد أكثر من انشقاق بعد وفاة مؤسسه وزعيمه التاريخي جلال طالباني، والذي يقوده الآن ابنه بافل طالباني، لكنه لا يتشارك كل السلطات بسبب اتفاق بين الحزبين على طريقة تداول السلطة بينهما، ويقضي بأن يحصل «الديمقراطي الكردستاني» على مناصب (رئاستي جنوب كردستان والحكومة ومعظم الوزارات)، بينما يحصل «الاتحاد الوطني الكردستاني» على منصب رئيس الجمهورية في بغداد.

لكن إصرار «الحزب الديمقراطي الكردستاني» على كسر هذا العرف وإلغائه، أدى إلى حصول خلافات بين الحزبين منذ عام 2018.

ومع أن الفوز كان حليف برهم صالح عبر انتخابات جرت بالاقتراع السري داخل البرلمان الاتحادي، لكن الحزب الديمقراطي عمل على تغيير المعادلة خلال انتخابات عام 2021، وذلك بالإصرار على الحصول على المنصب هذه المرة حتى لو كان عبر تحالفات لم يعهدها مع الشيعة.

ففي الوقت الذي كان هدف بارزاني من الذهاب مع الصدر هو الحصول على منصب رئيس الجمهورية عبر تحالف ثلاثي يملك الأغلبية، فإن اشتراط المحكمة الاتحادية لأغلبية الثلثين في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية عطل طموح بارزاني وشلت عمل البرلمان والحكومة معاً.

انتخابات جنوب كردستان وفق دائرتين قد يخلق إقليمين منفصلين

لكن، وطبقاً لما بات يحذر منه القادة والمسؤولون الكرد، فإن الخلاف على منصب رمزي في بغداد، وهو منصب رئاسة الجمهورية، بات يهدد وحدة جنوب كردستان. فبالإضافة إلى ما بات يعلن عن محاولات في محافظة السليمانية باتجاه جعلها إقليماً مستقلاً، الأمر الذي يجعل من جنوب كردستان إقليمين، وهو ما ينهي الحلم بإقامة دولة كردية أجري من أجلها استفتاءً عام 2017، بل وحتى بإقامة حكم ذاتي واحد على كل أراضي جنوب كردستان.

ففي الوقت الذي يريد «الديمقراطي» إجراء انتخابات في جنوب كردستان وفقا لنظام الدائرة الواحدة، فإن «الوطني الكردستاني» يريد إجراءها وفق نظام الدوائر المتعددة.

في هذا السياق، اعتبر «حزب الجيل الجديد» بزعامة ساشوار عبد الواحد، وهو أبرز أحزاب المعارضة في إقليم جنوب كردستان، أن العملية السياسية في الإقليم الكردي انتهت بسبب الخلاف على رئاسة الجمهورية.

بدوره طالب المتحدث باسم الحراك، هيمداد شاهين «الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي بالتدخل من أجل إقامة الانتخابات في جنوب كردستان بطريقة عادلة ونزيهة وشفافة».

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى