مهجرو عفرين يواصلون مقاومة حصار حكومة دمشق بمختلف الطرق

مع استمرار الحصار الذي تفرضه قوات حكومة دمشق على مقاطعة الشهباء منذ أب الماضي، وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة يواصل مهجرو عفرين مقاومتهم للحصار بمختلف الطرق، ومنها تأمين قوتهم اليومي من بقايا المحاصيل الزراعية.

وسط حصار خانق تفرضه الفرقة الرابعة سيئة الصيت في قوات حكومة دمشق، ومنعها دخول المحروقات والمواد الغذائية والطبية، وشتاء قارس وظروف معيشية صعبة يواصل مهجرو عفرين مقاومتهم في مخيمات مقاطعة الشهباء.

حصار يتزامن مع هجمات يومية يشنها جيش الاحتلال التركي على المناطق المحاصرة، وهدفهما واحد ألا وهو اقتلاع سكان عفرين من أرضهم ودفعهم للهجرة حتى يكرسوا احتلالهم لعفرين، ولكن للمقاومين من أبناء عفرين، رأي آخر، يتمثل بالمقاومة والصمود والأعين متوجهة صوب المدينة والعودة إليها بعد تحريرها من الاحتلال ومرتزقته الذين يرتكبون أبشع الجرائم أمام مرأى المجتمع الدولي الذي ما زال صامتاً حيال هذه الجرائم التي ترتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وفي واحدة من صور المقاومة والارتباط بالأرض، يلجأ مهجّرو عفرين إلى مقارعة كل الظروف الصعبة التي فرضت عليهم، وذلك للعودة إلى الديار التي تعاني بدورها من وطأة الاحتلال.

وفي تجسيد لهذه المقاومة الحية، يلجأ المهجّرون القاطنون في المخيمات والمنازل شبه المدمّرة، إلى تدّبر أمور معيشتهم بتوجههم إلى البساتين التي كانت مزروعة بالبطاطا والبصل، وجمع العفارة وما تبقى من الأرزاق صغاراً وكباراً، لتأمين قوتهم اليومي في ظل الحصار المشدد المفروض عليهم والهجمات اليومية.

وتقع البساتين التي يتوجهون إليها في قرى متاخمة للمناطق المحتلة من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، كقرية حربل، التي لا تبعد سوى بضع كيلومترات عن المناطق المحتلة، وتشهد قصفاً يومياً بالأسلحة الثقيلة، لكن المهجرات وأطفالهن يخرجن لجمع العفّارة.

حنيفة علي؛ مهجّرة عفرينية من أهالي قرية برادة التابعة لناحية شيراوا، قاطنة في مخيم سردم في قرية تل سوسن، منذ بداية الاحتلال التركي لمدينة عفرين عام 2018م.

وتقول حنيفة، وهي تغسل البطاطا التي جمعتها بالماء البادر إن وضعهم صعب للغاية، وأعربت عن شوقها الكبير لديارها المحتلة بالقول: “نحن مشتاقون لترابنا ومدينتنا عفرين، ولأشجار الزيتون، وأملنا أن نعود إلى عفرين قريباً”.

وتضيف: “ذهبت البارحة إلى العفّارة، وكما ترى، أنظف التراب عنها، لقد جنيناها من بقايا المحصول؛ لتدبير أمورنا وسط انقطاع الغذاء والمحروقات والغاز”.

وأكدت حنيفة أن مهجري عفرين وأبناء الشهباء يتحدون كل شيء ويقاومون حتى تحقيق العودة إلى عفرين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى