اتهمت الصين الولايات المتحدة بالقيام باستفزازات على خلفية زيارة رئيسة مجلس النواب الأميريكي نانسي بيلوسي الى تايوان أمس.
سياسة الصين الواحدة أو كما تعرف بسياسة الغموض تجاه تايوان هي بدعة من بدع السياسية الخارجية الأمريكية أتت بها منذ انفتاحها على الصين بعيد الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون لبيجين في سبعينيات القرن الماضي ، سياسة قائمة على عدم الاعتراف الرسمي باستقلال تايوان من جانب وإقامة علاقات على الصعيدين العسكري والإقتصادي من جانب آخر ورفض تغيير الوضع القائم بالقوة
مبدأ التزمت به الإدارات الأميريكية المتتالية التزاما صارماً فالرئيس الأميريكي الوحيد الذي زار تايبية كان أيزنهاور عام الف وتسعمائة وستين قبيل الانفتاح الأميريكي على الصين ومنذ الانفتاح لم يزر الجزيرة أي مسؤول رفيع سوى نيوت جنجريتش رئيس مجلس النواب الأسبق.
والآن أتت زيارة رئيسة مجلس النواب الحالية نانسي بيلوسي مصحوبة بما أثارته وتثيره من غضب ووعيد صينيين
الزيارة وما أن تسرب عزم بيلوسي القيام بها حتى تعامل معها البيت الأبيض بالغموض ذاته الذي يلف سياسة واشنطن تجاه تايوان فبايدن من جهته لم يشجعها في حين لم يرَ فيها منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي جون كيربي أيّ جديد أو تغيير في سياسية الصين الواحدة لكن وفق كثيرين الزيارة أتت في ظل توتر شديد في العلاقات بين واشنطن وبيجين واستعراض للقوى في منطقة المحيطين الهادي والهندي الولايات المتحدة ترسل حاملة طائرات إلى بحر جنوب الصين والصين تعلن مناورات بالذخيرة الحية في مضيق تايوان
الأكيد أنّ زيارة بيلوسي ليست غير مسبوقة ولا هي معتادة لا يشجعها البيت الأبيض وفي الوقت ذاته لا يرى فيها ما يبرر غضب المارد الصيني لكنها وبلا شك تعمق هوة الخلاف بين القوتين العالميتين وتدفع العالقة بينهما نحو مزيد من التصعيد.
