نوايا لإجبار العرب على التطبيع مع دمشق عبر محاولات شرعنة الحكومة وسيطرتها على البلاد

تحاول بعض الأطراف العربية شرعنة الحكومة السورية وإعادتها للحضن العربي، إضافة للسعي وراء تطبيق نموذج المصالحات والتسويات على شمال البلاد، وذلك لإجبار العرب على التطبيع مجدداً مع الحكومة المركزية في دمشق.

في وقت أثبتت التسويات والمصالحات فشلها في سوريا.. تلك السياسة التي اتبعتها الحكومة السورية بدعم روسي لإخضاع المناطق الجنوبية والوسطى من البلاد سابقاً وحالياً، أدت لتزايد حالة الفلتان الأمني والانتهاكات بحق المدنيين من المعارضين، وبالتالي فإن تلك المناطق تعيش على صفيح ساخن وتترقب انفجاراً للأوضاع كما حصل في ألفين وأحد عشر.

الأردن ينوي إعادة سوريا إلى الحضن العربي وفرض نظام التسويات على الشمال السوري

بعض الأطراف العربية، ومن بينها الأردن، تنوي إعادة الحكومة السورية للحضن العربي واستعادة مقعدها في الجامعة العربية، إضافة إلى إمكانية أن تخضع المناطق الشمالية السورية لنموذج التسويات والمصالحات، كما حصل في درعا.. وهذا النموذج سبق وأن أثبت فشله كونه عودة للحكم المركزي الذي كان سبباً في اندلاع الأزمة، كما يعتبر انتهاكاً للقرارات الأممية ذات الصلة لحل الأزمة السورية وعلى رأسها القرار ذي الرقم 2254.

العلاقات الأردنية السورية شهدت تطوراً كبيراً بعد سيطرة دمشق على درعا

وتشهد العلاقات الأردنية مع الحكومة السورية تحسناً كبيراً، حيث سبق وأن زارت وفود من الحكومة العاصمة عَمان، وتمت مناقشة ملفات عدة على رأسها إعادة فتح الحدود بعد السيطرة على المنطقة الجنوبية واستئناف العمل فيها في أقرب وقت ممكن. إضافة إلى بحث وصول الغاز المصري و الكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر سوريا.

وقبل يومين زار وفد عسكري من الحكومة السورية على رأسه وزير الدفاع العماد علي عبد الله أيوب، الأردن، لمناقشة الملف الأمني بعد سيطرة الحكومة على درعا، و ضرورة إبعاد الإيرانيين عن الجنوب، ووضع حد لعمليات تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن. واعتبر الكثير من المحللين السياسيين أن طريق دمشق للعرب سيكون عمان.

الجامعة العربية: الوقت لم يحن بعد لعودة سوريا ويجب معالجة أسباب تجميد عضويتها

فيما سبق وأن قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيظ، إنه لا توافق عربي على عودة سوريا للجامعة، والوقت لم يحن لذلك بعد.

وحاولت روسيا خلال الفترة الماضية تلميع صورة الحكومة السورية من خلال لقاءات أجرتها وفود روسية رفيعة المستوى مع قيادات عربية على رأسها المملكة العربية السعودية و مصر وغيرهما من الدول، إلا أن الموقف السائد يؤكد أنه يجب معالجة الأسباب التي أدت لتجميد عضوية سوريا في الجامعة قبل الحديث عن عودتها للحضن العربي.

روسيا تحاول إعادة سيطرة الحكومة على الجغرافية لإجبار العرب على التطبيع مجدداً

وتشدد أوساط سياسية على أن روسيا مع محاولة تلميع صورة النظام الحاكم في سوريا عربياً، فإنها تعمل على فرض نظام التسويات والمصالحات على البلاد بشكل كامل لإعادتها لسلطة الدولة المركزية، وبالتالي إجبار العرب على التطبيع مع دمشق مرة أخرى. وما حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أن الدولة المركزية في سوريا تسيطر على تسعين بالمئة من أراضي البلاد سوى رسائل للعرب تكشف خططها المستقبلية للحل.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى